افتح قلبك .. عبد الوهاب مطاوع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
افتح قلبك
تأليف: عبد الوهاب مطاوع
تعليق الناشر :
جفت الكلمات فلم يجدا ما يضفيانه ثم تحركا للانصراف.. و عبرا الشارع
القديم.. إلى مكان سيارتها و فتحت بابها و دخلت و مدت يدها تصافحه مودعة
فاحتفظ بها و قال لها كأنما يحدث نفسه: قرأت بالأمس عبارة غريبة لأوسكار
وايلد تقول : " كل ما يتمناه المرء يستطيع أن يحققه.. و لكن غالباً يفوت
الأوان" ! .. فلماذا تتحقق الأمنيات الغالية بعد فوات الأوان؟ فأدارت محرك
السيارة صامته و تحركت ببطء و هو يتابعها بنظره إلى أن اختفت شيئاً فشيئاً
وراء الزحام..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فركز عينيه على السلحفاه.. و اقترب منها أكثر ليستجلي صورة عماد داخلها و
يتحقق من ملامحه .. فإذا بغمامة تعترض نظره و تؤثر على وضوح الصورة.. فضاق
بها و حاول أن يزيحها بيده فلم يجدها.. و إنما ترطبت يده بسائل حار اكتشف
حين أفاق من ذهوله أن دموع ساخنة توقفت قليلاً في عينيه فحجبت عنه
الرؤية بعض الوقت ثم سالت فعادت صورة عماد للظهور مرة أخرى جميلة..
وادعة.. ضاحكة.. واعدة بعودة الحب و السعادة من جديد.. فهتف لسانه صامتاً:
رحمتك بالمهمومين يا الهي..
"انها صورة صادقة من الحياة تترك في نفس قارئها أثراً غريباً هو مزيج من
المتعة و الحزن .. تماماً كما تختلط الفكاهة بالأسى في حياة الناس!".
و ما أكثر ما تختلط المتعة و الحزن في حياة البشر فلا المتعة تطول و لا
الحزن يخلد.. لأنها طبيعة الحياة أن تكون كأساً متمازجة من اثنين غالباً..
أو دائماً في كل الأحوال!.
من الكتاب
بلا أحزان
- لم أعد احتمل الحياة! ضقت بك و بكل شيء.. أنت لم تفهميني يوماً..
- و أنا ضقت بكل شيء.. أنت أيضاً لم تفهمني يوماً..
- حسناً هذه إذن هي النهاية .. لقد حاولت تأجيلها طويلاً .. من أجل "بهاء"
ايننا لكني كنت واهماً .. البناء الذي بلا أساس لا بد أن ينهار ذات يوم..
- و أنا احتملت الكثير و من أجل "بهاء" أيضاً .. لكنك لا ترى إلا نفسك ..
- لو كنت لا أرى إلا نفسي لما احتملت الحياة معك عشر سنوات .. لقد بدأ عدم تفاهمنا بعد الزواج مباشرة..
- لماذا احتملت الحياة معي إذن.. لماذا لم تنفصل بعد الزواج مباشرة؟
- أخطأت .. راعيت الآخرين دائماً على حساب سعادتي .. أشفقت عليك من الفشل و
العودة بالخيبة إلى أسرتك بعد شهور من الزواج.. تصورتك حزينة.. و تصورت
اسرتك و هي تحس بالرثاء و الخجل من فشلك فمنيت نفسي بالصبر.. و تمسكت
بالأمل في أن نخلق التفاهم بيننا ذات يوم..
- و أنا أيضاً رأيت بوادر الفشل منذ زمن طويل.. ومنيت نفسي بالأمل..
- كان خطئاً كبيراً منا نحن الاثنين.. ان الكتاب يُقرأ من عنوانه. لكني
أخطأت قراءة العنوان.. ثم جاء "بهاء" فتركزت حياتي فيه و احتملت الكثير حتى
لا يتمزق بيننا..
- و أنا أيضاً احتملت الكثير حتى لا يتمزق بيننا..
- لكنك إذا جاءك شيطان الحمق تنسين كل شيء حتى بهاء و تختلقين أسباب النكد
و تنسين أثر ذلك على "بهاء" نفسه .. لقد كبر الولد و أصبح يفهم ما يدور
بيننا .. ألا تلاحظين تعاسته في فترات الخصام الطويلة بيننا..؟
- ما دمت تلاحظها لماذا لا تعفيه منها؟
- و ما دمت تلاحظينها لماذا تتهللين لخلق أسباب النكد و لا تعفينا منها رحمة به قبلي؟.
..
تحميل الكتاب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
رابط آخر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]