ماذا وجد لدي زوجته الثانية ؟
بقلم الأستاذة / إيمان القدوسي
لاتوجد
زوجة لم تسأل هذا السؤال حتي من لم يتزوج زوجها بأخري فإنها تجعله سؤالا
افتراضيا ( ماذا سوف يجد لو تزوج الثانية؟ ) السؤال ليس دافعه الغيرة فقط
أو الفضول ولكنه يبدو سؤالا معرفيا مستفزا تريد المرأة في كل الأحوال معرفة
إجابة شافية له ، ربما أيضا لتقوم بخطوة استباقية فتفعل مثلها وتصير هي
الأولي والثانية والأخيرة.
كل
يوم يثبت العلم الحديث أن الإنسان مخلوق بسيط جدا لا يفرق كثيرا عن أسلافه
في أعماق التاريخ و أن كل ما أضافته الحضارة الحديثة إليه هو مجرد قشرة
بسيطة قابلة للذوبان عند أي ضغط ، وقد عاشت المرأة قرونا مع زوجها باستخدام
ملكات أنوثتها الفطرية وهي ما يسمي حاليا ( الذكاء العاطفي ) الذي اختص
الله سبحانه وتعالي المرأة بمقادير مضاعفة منه بالمقارنة بالرجل ، ثم أضافت
الحضارة لها التعليم والثقافة وحقوق المرأة وتنميتها ، الزوجة الأولي
تتعامل مع زوجها من منطلق تلك المفاهيم الحديثة ربما لاعتقادها أنها تقف
علي أرض صلبة وأنها دائما علي حق ، أما الثانية فهي لا تمتلك هذا الترف لأن
وضعها حرج وعلي المحك دائما ولذلك فهي تتجاوز تلك القشرة وتتعامل بذكائها
الأنثوي الفطري .
ليس
معني ذلك أن الثانية دائما هي الأذكي ولكنها ضغوط ظروفها ولأنها تعرف أنه
لا وقت للجدل وأيضا لتثبت لزوجها أن اختياره كان صائبا ، كما أنها كثيرا ما
تكون مطلقة وقد جربت الأسلحة الحديثة كلها في زواجها الأول وعرفت بالتجربة
أنها أسلحة فاسدة وفشنك تصيب الرجل بالصداع فقط ولكنها قلما تصيب أهدافها ،
يشبه الأمر طالب يعيد السنة ولذلك عرف أنه لا داعي لإضاعة الوقت في قراءة
المقدمة والحواشي و أن عليه فقط أن يركز علي مواطن الأسئلة والنقاط الهامة .
مثال متكرر
وبسيط : تجلس الزوجة بعد أن أنهت أعمالها علي خير وجه لمتابعة برنامجها
التلفزيوني المفضل وهي تبتسم وكوب الشاي في يدها ، يدخل الزوج من الخارج
مكفهرا لأسباب تخصه ( خناقة في المواصلات ـ متاعب في العمل ـ التفكير في
الأمور المالية ) يستفزه استرخاء زوجته وكأنها لا تبالي فيقول كلمتين (
أليس لديك شيئا نافعا غير التلفزيون ؟ )
تنطلق
الزوجة مدافعة وقد شعرت بالإحباط والإهانة ( الجارية التي اشتريتها أنهت
كل أعمالها وتجلس لترتاح قليلا في انتظار سيدها ، من حقي أن أشاهد برنامجي
المفضل والغداء في المطبخ ادخل حضر لنفسك ، لو كلمتني بهذه الطريقة سوف
أترك لك البيت ، هذه لم تعد حياة لائقة بالبشر ، دعني في حالي حتي لا أفتح
معك القديم والجديد أحسن لك ) هناك أشياء أسوأ كثيرا تقال في مثل تلك
الموقف التي تتطور أحيانا بشكل مفاجئ إلي ما لا يريده الطرفان .
السيناريو
الذكي هو أن تقوم بإطفاء التلفزيون وتبدأ في تحضير الطعام في هدوء ،
فيبادرها الزوج بسرد متاعبه تعلق قليلا ، يسألها ( ماذا كنت تشاهدين ؟ )
وفي المساء عند إعادة البرنامج يجلس معها لمشاهدته ويتبادلان التعليقات
ويندمجان معا في عالم معرفي واحد يزيد الرابطة بينهما
ما
يهمني هنا أكثر من السيناريو الذكي هو ( عالم معرفي واحد يجمعهما ) هذا
بالضبط ما يجده الرجل عند المرأة الذكية ، الحياة معها تشبه اثنان يشجعان
نفس الفريق ويتحدان معا ويستمتعان به ، وهذا ما يعبر عنه الرجل في الرد علي
سؤال المقال ماذا وجد لديها ؟ ( إنها تفهمني ، أشعر معها بالراحة ، أشعر
أنني غير مضغوط أو مهدد ، أستمتع بوقتي معها )
لايكفي
أن يستمتع بصحبتها فقط فهذا جزء تمهيدي في أول الزواج ، المهم أن يكون
هناك برنامج حياة يجمعهما ، كانت النساء الفطريات تعرف ذلك وتمارسه بسهولة
وتلقائية ، تعرف كيف تستخدم ملكاتها في دمج زوجها في النسيج الأسري ، وبعد
مجئ الأبناء تمارس معهم نفس الدور يتم غزل خيوطهم في نفس النسيج فتصبح
الأسرة يدا واحدة وفريقا متناغما وتصبح الحياة بكل أحداثها حتي الأليمة
والمزعجة حالة إنسانية راقية تعيشها الأسرة وتتبادل من خلالها كل المشاعر
العميقة ، من الحزن إلي الفرح ولكنها جميعا مغلفة بطعم الحب .
لسنا بصدد الترويج للثانية والعنوان فقط لاستنفار الزوجات ويمكن الآن تعديل السؤال إلي مقصده الأعمق والأدق :
ماذا وجد الرجل لدي الزوجة التي يحبها ؟
وجد
لب المرأة دون قشورها وجمال زهورها دون أشواكها ، وجد امرأة ناجحة و
مشغولة دائما بكل نافع ومفيد ولكن ابتسامتها تسبقها عندما يحتاجها ، وجد
صديقة مقربة وزميلة مفضلة تعرف جيدا متي تقترب ومتي يكون من الأفضل أن
تبتعد لتتجدد ، وجد مسلسلا جذابا يتابع حلقاته التي لاتنتهي بكل ما فيها من
دراما صادقة وتخصه وحده ، ولذلك تمسك بها رغم أنها قد لا تكون الأجمل و
الأفضل والأكثر تعليما والأفدح تضحية وكل مميزات أفعل التفضيل إذ أنه يكفيه
أنها الأكثر اندماجا في عالمه ذلك العالم الذي بنته معه .
ليست
أبدا دعوة للتخلي عن مكتسبات الحضارة والعودة لعصر الجواري ، بل إنها دعوة
للتمسك بتلك المكتسبات ودمجها في برنامجنا اليوم ولكن برفق وذكاء وعن طريق
خفض الرأس قليلا كلما هب الإعصار حتي يمر ، وبعدها سوف يزداد الرأس
ارتفاعا ويقوي الجناح علي المزيد من العلو، وذلك ما تفعله اليمامة عند
تحليقها في الجو رغم هبوب الريح .
بقلم الأستاذة / إيمان القدوسي
لاتوجد
زوجة لم تسأل هذا السؤال حتي من لم يتزوج زوجها بأخري فإنها تجعله سؤالا
افتراضيا ( ماذا سوف يجد لو تزوج الثانية؟ ) السؤال ليس دافعه الغيرة فقط
أو الفضول ولكنه يبدو سؤالا معرفيا مستفزا تريد المرأة في كل الأحوال معرفة
إجابة شافية له ، ربما أيضا لتقوم بخطوة استباقية فتفعل مثلها وتصير هي
الأولي والثانية والأخيرة.
كل
يوم يثبت العلم الحديث أن الإنسان مخلوق بسيط جدا لا يفرق كثيرا عن أسلافه
في أعماق التاريخ و أن كل ما أضافته الحضارة الحديثة إليه هو مجرد قشرة
بسيطة قابلة للذوبان عند أي ضغط ، وقد عاشت المرأة قرونا مع زوجها باستخدام
ملكات أنوثتها الفطرية وهي ما يسمي حاليا ( الذكاء العاطفي ) الذي اختص
الله سبحانه وتعالي المرأة بمقادير مضاعفة منه بالمقارنة بالرجل ، ثم أضافت
الحضارة لها التعليم والثقافة وحقوق المرأة وتنميتها ، الزوجة الأولي
تتعامل مع زوجها من منطلق تلك المفاهيم الحديثة ربما لاعتقادها أنها تقف
علي أرض صلبة وأنها دائما علي حق ، أما الثانية فهي لا تمتلك هذا الترف لأن
وضعها حرج وعلي المحك دائما ولذلك فهي تتجاوز تلك القشرة وتتعامل بذكائها
الأنثوي الفطري .
ليس
معني ذلك أن الثانية دائما هي الأذكي ولكنها ضغوط ظروفها ولأنها تعرف أنه
لا وقت للجدل وأيضا لتثبت لزوجها أن اختياره كان صائبا ، كما أنها كثيرا ما
تكون مطلقة وقد جربت الأسلحة الحديثة كلها في زواجها الأول وعرفت بالتجربة
أنها أسلحة فاسدة وفشنك تصيب الرجل بالصداع فقط ولكنها قلما تصيب أهدافها ،
يشبه الأمر طالب يعيد السنة ولذلك عرف أنه لا داعي لإضاعة الوقت في قراءة
المقدمة والحواشي و أن عليه فقط أن يركز علي مواطن الأسئلة والنقاط الهامة .
مثال متكرر
وبسيط : تجلس الزوجة بعد أن أنهت أعمالها علي خير وجه لمتابعة برنامجها
التلفزيوني المفضل وهي تبتسم وكوب الشاي في يدها ، يدخل الزوج من الخارج
مكفهرا لأسباب تخصه ( خناقة في المواصلات ـ متاعب في العمل ـ التفكير في
الأمور المالية ) يستفزه استرخاء زوجته وكأنها لا تبالي فيقول كلمتين (
أليس لديك شيئا نافعا غير التلفزيون ؟ )
تنطلق
الزوجة مدافعة وقد شعرت بالإحباط والإهانة ( الجارية التي اشتريتها أنهت
كل أعمالها وتجلس لترتاح قليلا في انتظار سيدها ، من حقي أن أشاهد برنامجي
المفضل والغداء في المطبخ ادخل حضر لنفسك ، لو كلمتني بهذه الطريقة سوف
أترك لك البيت ، هذه لم تعد حياة لائقة بالبشر ، دعني في حالي حتي لا أفتح
معك القديم والجديد أحسن لك ) هناك أشياء أسوأ كثيرا تقال في مثل تلك
الموقف التي تتطور أحيانا بشكل مفاجئ إلي ما لا يريده الطرفان .
السيناريو
الذكي هو أن تقوم بإطفاء التلفزيون وتبدأ في تحضير الطعام في هدوء ،
فيبادرها الزوج بسرد متاعبه تعلق قليلا ، يسألها ( ماذا كنت تشاهدين ؟ )
وفي المساء عند إعادة البرنامج يجلس معها لمشاهدته ويتبادلان التعليقات
ويندمجان معا في عالم معرفي واحد يزيد الرابطة بينهما
ما
يهمني هنا أكثر من السيناريو الذكي هو ( عالم معرفي واحد يجمعهما ) هذا
بالضبط ما يجده الرجل عند المرأة الذكية ، الحياة معها تشبه اثنان يشجعان
نفس الفريق ويتحدان معا ويستمتعان به ، وهذا ما يعبر عنه الرجل في الرد علي
سؤال المقال ماذا وجد لديها ؟ ( إنها تفهمني ، أشعر معها بالراحة ، أشعر
أنني غير مضغوط أو مهدد ، أستمتع بوقتي معها )
لايكفي
أن يستمتع بصحبتها فقط فهذا جزء تمهيدي في أول الزواج ، المهم أن يكون
هناك برنامج حياة يجمعهما ، كانت النساء الفطريات تعرف ذلك وتمارسه بسهولة
وتلقائية ، تعرف كيف تستخدم ملكاتها في دمج زوجها في النسيج الأسري ، وبعد
مجئ الأبناء تمارس معهم نفس الدور يتم غزل خيوطهم في نفس النسيج فتصبح
الأسرة يدا واحدة وفريقا متناغما وتصبح الحياة بكل أحداثها حتي الأليمة
والمزعجة حالة إنسانية راقية تعيشها الأسرة وتتبادل من خلالها كل المشاعر
العميقة ، من الحزن إلي الفرح ولكنها جميعا مغلفة بطعم الحب .
لسنا بصدد الترويج للثانية والعنوان فقط لاستنفار الزوجات ويمكن الآن تعديل السؤال إلي مقصده الأعمق والأدق :
ماذا وجد الرجل لدي الزوجة التي يحبها ؟
وجد
لب المرأة دون قشورها وجمال زهورها دون أشواكها ، وجد امرأة ناجحة و
مشغولة دائما بكل نافع ومفيد ولكن ابتسامتها تسبقها عندما يحتاجها ، وجد
صديقة مقربة وزميلة مفضلة تعرف جيدا متي تقترب ومتي يكون من الأفضل أن
تبتعد لتتجدد ، وجد مسلسلا جذابا يتابع حلقاته التي لاتنتهي بكل ما فيها من
دراما صادقة وتخصه وحده ، ولذلك تمسك بها رغم أنها قد لا تكون الأجمل و
الأفضل والأكثر تعليما والأفدح تضحية وكل مميزات أفعل التفضيل إذ أنه يكفيه
أنها الأكثر اندماجا في عالمه ذلك العالم الذي بنته معه .
ليست
أبدا دعوة للتخلي عن مكتسبات الحضارة والعودة لعصر الجواري ، بل إنها دعوة
للتمسك بتلك المكتسبات ودمجها في برنامجنا اليوم ولكن برفق وذكاء وعن طريق
خفض الرأس قليلا كلما هب الإعصار حتي يمر ، وبعدها سوف يزداد الرأس
ارتفاعا ويقوي الجناح علي المزيد من العلو، وذلك ما تفعله اليمامة عند
تحليقها في الجو رغم هبوب الريح .