[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وبعيداً عن العاطفة أخذ يحدثها عقلها قائلا : مهلاً .. ورويدكِ أيتها العروس..
عليك بالصبر والحكمة وحسن التصرف مع هذا الزوج مهما فعل ومهما كان ..
فما يدريكِ لعل هدايته تكون بين يديك !! إذا صبرتي وكنتِ له أحسن زوجة ؟! ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تبادلا أطراف الحديث وهي تبادله بنظرات كسيرة منخفضة ..
بادية عليها علامات الارتباك بين قسمات وجهها ما بين خجلها وحيائها
وهول صدمتها وتأثرها .. مضى الوقت يتلكأ حتى أوشك الليل على الانتهاء ..
سلب عقل زوجها بهاء منظرها ونور و ضياء وجهها الذي هتف قائلا :
ما إن استبدلت ملابسها حتى ازداد جمالها جمالا .. والنور نورا ..
لم أتصوّر أن أجد ذلك من نساء الدنيا ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] دقت ساعة الثلث الأخير من الليل ، حن الحبيب لحبيبه ، فأرسل الله نعاساً على الزوج ،
لم يستطع أمامه المقاومة ، فغط في نوم عميق ... لزمت الهدوء .. سمعت أنفاسه تنتظم ..
إنه دليل مؤكد على نومه .. قامت بتغطيته بلحافها وهي تدعو له
بعد أن ودعته بقبلات على جبينه ..
انزوت الزوجة عنه جانباً واشتد بها الشوق إلى حبيبها .. هرعت لمصلاها ..
و كأن روحها ترفرف إلى السماء ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يقول الزوج واصفاً لحالته : في تلك الليلة أحسست برغبة شديدة للنوم
على الرغم من الرغبة في إكمال السهرة ، إلا أن الله تعالى شاء وغلبني النوم رغما عني ..
وسبحان الله تعالى ما سبق أن استغرقت في النوم وشعرت براحة إلا في تلك الليلة ..
استغرقت في نومي .. تنبهت فجأة .. فتحت عيني .. لم أجد زوجتي بجانبي ..
تلفت في أرجاء الغرفة .. لم أجدها .. نهضت أجر خطواتي ..
وتشاركني العديد من الاستفهامات : ربما غلبها الحياء وفضلت النوم في مكان آخر ..
هكذا خُيّل لي .. فتحت الباب .. سكون مطلق .. ظلام دامس يكسو المكان .. مشيت على أطراف أصابعي خشية استيقاظها ..
فجأة .. ها هو وجهها يتلألأ في الظلام ..
أوقفني روعة جمالها الذي ليس بجمال الجسد والمظهر .. إنها في مصلاها
.. عجباً منها .. لا تترك القيام حتى في ليلة زواجها ! .. بقيت أرمق كل شيء من بعيد
.. اقتربت منها .. ها هي راكعة ساجدة .. تطيل القراءة وتتبعها بركوع ثم سجود طويل
.. واقفة أمام ربها .. رافعة يديها .. .. يا إلهي .. إنه أجمل منظر رأته عيناي ..
إنها أجمل من صورتها بثياب زفافها .. إنها أجمل من صورتها بثياب منامها ..
جمال أسرعيناي وقلبي .. أحببتها حباً كاملاً ملك عليَّ كل كياني ..
لحظات .. رفعت من سجودها ثم أتبعته سلام يمنة ويسرة ..
عرفت زوجتي ما يدور في خلدي .. احتضنت يدي بقوة شعرت بدفء يجتاحني
بعد أن بادلتني بنظرات محبة وهي متلفعة بجلبابها ..
أتبعتها بمسحات على رأسي بيدها الناعمتين وهي مبتسمة ومجتهدة ألا تظهر شيئا ما يختلج في صدرها ..
وهتفت في أذني وهي تعبث بالسجادة بأطراف أصابعها بيدها الأخرى : أحببت أن لا يشغلني حبيبي ( زوجها )
عن حبيبي الأول ( تقصد ربها ونعم الحبيب والله ) ..
فاجأني وعجبت والله من هذا الكلام الذي لامس قلبي ..
فلما سمعت ذلك منها لم أستطع والله أن أرفع بصري خجلا وذلة مما أنا فيه ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يواصل زوجها قائلا : على الرغم أنها ما زالت عروساً ..
إنها لم تبلغ الثلاثة أشهر من زواجها بعد .. ولكن كعادتها ، أنسها بين ثنايا الليل
وفي غسق الدجى .. كنت في حينها في غاية البعد عن الله
أقضي الليالي والسهرات والطرب والغناء .. وكانت لي كأحسن زوجة ،
تعامل لطيف ونفس رقيقة ومشاعر دافئة .. تتفانى في خدمتي ورسم البسمة على شفتي
وكأنها تقول لي بلسان حالها : ها أنا أقدم لك ما أستطيعه .. فما قدمت أنت لي ؟! ..
لم تتفوّه ملاكي بكلمة واحدة على الرغم من معرفتها ذلك ..
تستقبلني مرحبة بأجمل عبارات الشوق .. وكأن الحبيب عائد من سفر سنوات
وليس فراق ساعات .. أسرتني بحلاوة وطيب كلماتها وهدوء وحسن أخلاقها
وتعاملها الطيب وحسن عشرتها .. أحببتها حباً ملك عليَّ كل كياني وقلبي ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إحدى الأيام .. عدت في ساعة متأخرة من الليل من إحدى سهراتي العابثة
.. تلك الساعات التي ينزل فيها ربنا عز وجل فيقول : (( هل من داع فأستجيب له ؟))
.. وصلت إلى غرفتي .. لم أجد زوجتي .. خرجت .. أغلقت الباب بهدوء ..
تحسست طريقي المظلم متحاشيا التعثر .. آه .. كأني أسمع همسا ..
صوت يطرق مسامعي ويتردد صداه في عقلي .. أضأت المصباح الخافت ..
تابعت بخطواتٍ خافتة .. فجأة .. صوت جميل لتلاوة القرآن الكريم لم أسمع مثله في حياتي ! ..
هزته تلاوتها للقرآن وترنمها بآياته .. يبدو أن هذا الصوت جاء من الغرفة المجاورة ..
استدرتُ بوجل .. توجه نظري إلى مكاناً خالياً مظلماً وكأن نوراً ينبعث منه ليرتفع إلى السماء .. تسمّرت نظراتي ..
إنها يديها المرفوعتين للسماء .. تسلّلتُ ببطء .. اقتربت كثيرا ..
ها هو نسيم الليل المنعش يصافح وجهها .. حدّقتُ بها .. تلمّست دعاءها ..
يا إلهي .. خصتني فيه قبل نفسها .. رفعت حاجتي قبل حاجتها .. تبسمت .. بكيت ..
اختلطت مشاعري .. لمحت في عينيها بريقاً .. دققت النظر إليها ..
فإذا هي الدموع تتدحرج على وجنتيها كحبات لؤلؤٍ انفلتت من عقدها ..
بشهقات متقطعة تطلب من الله تعالى وتدعو لي بصوت عالٍ وقد أخذها الحزن كل مأخذ ..
كانت تكرر نداءها لربها .. ثم تعود لبكائها من جديد .. نشيجها وبكاؤها قطّع أوصال قلبي ..
خفقات قلبي تنبض بشدة .. ارتعشت يداي .. تسمَّرت قدماي .. خنقتني العبرة ..
رحماك يا الله .. رحماك .. رحماك ..
أين أنا طوال هذه الأيام .. بل الشهور عن هذه الزوجة " الحنون " .. المعطاءة ..
الصابرة .. تعطيني كل ما أريد في النهار وإذا جن الليل غادرتُ البيت وتركتها وحيدة
يعتصر الألم قلبها .. ثم إذا عدت من سهري وفسقي فإذا بها واقفة تدعو الله لي ؟! ..
فشتان والله بين نفس تغالب النوم وتجاهدها لإرضاء الواحد القهار ..
وبين نفس تغالب النوم وتجاهده فى معصية الخالق العلام
شتان بين قلوب تخفق بحب الرحمن وتتلذذ بلقائه والوقوف بين يديه ..
وبين قلوب تخفق بحب المنكرات وتتلذذ بسماع الملهيات ..
شتان بين وجوه مشرقة تجللهم الهيبة والوقار .. وبين وجوه كالحة
ونفوس يائسة وصدور ضيقة ..
شتان بين قلوب حية تمتليء بحب الله وتنبض بالإيمان بالله ..
وبين قلوب ميتة تمتليء بعدم الخوف من الرحمن وعدم استشعار عظمته جل جلاله ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]