صدقوا أو لا تصدقوا يا أعزائي إن الأفلام السينمائية قد تشبه في مرحلة ما الإدمان على تعاطي المخدرات و يمكن أقسى من ذلك , فإذا أخذنا بالحسبان كيف يعمل العقل البشري نجد وبصورة ذهنية إن كل ما يفكر به الشخص المتعاطي هو في الحقيقة وهم مبني على تركيز الإدراك لفهم حالة اللاوعي وهذه الحالة تسيطر على القرارات و الانفعالات , فكلما تتبعت لقصة فيلم ما يبدأ اللاوعي بوضع خطط أو تطلعات تكون مبررة في وقتها حتى يأتي ما يمكن أن يكون نقيضا أو مؤيداً بشده لما يستنتجه التفكير البشري كل على حسب ما يريد أن يقتنع أو يصدق به وغالبا عندما تتابع قصة رومانسية و تحاول تقمص الشخصية تندفع في أفكارك وتطلعاتك الحياتية لتوفير الظروف الشبيه لتلك الشخصية دون النظر إليها من أرض الواقع مما يصل بك إلى طريق بعيد كل البعد عن واقعك , والغريب في الأمر بأنك قد تكون تعيش قصة أروع من تلك التي تعيشها في اللاوعي .. ولماذا ؟ أكيد بسبب النهاية , فعندما نقول (عاشوا بسعادة) يطبع ذلك الهاجس في اللاوعي ويصور لك أته كذلك ولكن نحزن عندما يموت البطل لأن كل منا يقنع ذاته بأنه صاحب تلك اللحظة وبموته انتهت محاولات العقل في تقبل الحقيقة لكي يبدأ بالبحث عن قصة أخرى تجسد البطولة في قصة بوليسية أو مشاهد حركة درامية لأحداث حياة حبكت وأخرجت من قبل أشخاص مثلنا يحاولون محاكاة العقل الباطن لتزداد الرغبة في التعاطي السينمائي والخطورة في ذلك عندما يتم نسخ جميع الرغبات في صور شخصيات تصبح قدوة تحركها الأحلام في اللاوعي , ومن ثم تتضح مرحلة الإدمان في أشكال سلوكية تتداخل مع صراعات الحياة لخلق صورة غير واعية من النتائج التي تتسم في الغالب بالعفوية الحسية ومن ثم المنهجية المترادفة والهمجية تدفع متعاطي القصص السينمائية للبحث عن الشخصية في صورة فيلم وهكذا نجد الأمر جليا وبشكل واضح أثناء حفلات الزى التنكري والذي يرتدي فيها المدعوين ملابس تنكرية لأبطال الأفلام السينمائية "كسوبرمان" "وسبايدرمان" "والساحرة الفاتنه" كدليل على عمق التأثير السينمائي في النفوس البشرية على مستوى الشكل والفكر ومم لا يدع مجالاً لشك على تأثير السينما على الوعي ليصبح اللاوعي واقعاً لا يمكن نكرانه وأيضا بطبيعة الحال فليست كل الأعمال السينمائية جيدة وراقيه الطرح فقد نجد في مضمونها ما قد يتعارض مع صناعتها والتي غدت تفوق الإمكانيات المادية أولاً والإبداعية ثانياً .. وعطفا أقول لمن أبتلى بحب السينما أنه يجب اختيار ذلك الفيلم بعناية فائقة كما هو الحال في اختيار ما نأكل و ما نلبس . .
ودي وخالص مودتي
الـلاوعي