[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
فاطمة العلي: لمسات الحانية البسيطة قادرة على إعادة صياغة علاقتك بابنتك المراهقة
احترام الام لشعور ابنتها المراهقة تبني عاطفة صحية ونفسية متوازنة
أمهات كثيرات لا يملكن مفاتيح التعامل الصحيح مع بناتهن المراهقات، خاصة في
فترة الانتقال من مرحلة الطفولة إلى المراهقة “البلوغ”، فلكل فترة ومرحلة
خصائصها وتعاملها الخاص بها. لكن العديد من ربات البيوت لا يدركن ذلك، فلا
عجب أن تكون علاقة الأم بابنتها في أحيان كثيرة مدمرة وتشوبها الكثير من
المشاكل تبعاً للفلسفة التي تتبعها في التربية.
“حين أستمع للمشكلات التي تعترض حياة الكثير من الفتيات، أتفاجأ بعدم معرفة
الكثير من الأمهات بكيفية التعامل معهن، وأتساءل لماذا تجد الأم صعوبة في
التعامل مع أنثى مثلها؟ كيف صار هم الكثير من الأمهات أن تزوج ابنتها
وترتاح منها؟ ولم صار النظر إلى وجود الفتاة في المنزل على أنه مشكلة
حقيقية تحتاج لحلول عنيفة؟
تساؤلات كثيرة ومتعددة تجيب عليها فاطمة العلي (متخصصة إرشاد أسري ومدربة
في مركز ارتقاء) عن طبيعة العلاقة بين البنت وأمها. تقول:” النظرة الدونية
للمرأة موجودة في معظم المجتمعات على اختلافها، وبالنظر إلى المرأة عبر
التاريخ نرى أن الرجال في بلاد فارس يتزوجون بأخواتهم وأمهاتهم وبناتهن،
وكان الرومان يعتبرون المرأة بلا روح، وفي الهند لم يكن لها الحق في العيش
بعد زوجها، فكانت تحرق بعده، وفي الجاهلية العربية كانت المرأة إذا ولدت
أنثي تحفر بجانبها حفرة لدفنها وهي حية، ولكن الإسلام جاء ليؤكد ويقول
“ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف”.
وحينما جاء الإسلام تعامل مع المرأة على أنها “غالية” ومكنونة، وفي القرآن
الكريم تقول الآية الكريمة “ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف”، ومنع الدين
الكريم وأد البنات، ثم قدم استراتيجية التعامل معهن كما جسدتها مقولة سيدنا
محمد صلى الله عليه وسلم: “رفقاً بالقوارير”
تفضيل الولد
تتحدث العلي من خبرة اكتسبتها عبر تعاملها مع الكثير من الأمهات والنتائج
التي توصلت إليها معهن كمحاضرة. وتقول: “صارت الأم اليوم تتحكم في ابنتها
المراهقة وتسيطر عليها، كما أصبح بعض النساء يكرم الولد أمام البنت ويمنحه
الحق في الخطأ، وينظر لأخطاء المراهق الذكر بأنها “سهلة وعادية” ويبرر
سلوكياته الخارجة عن الدين والعادات والتقاليد ويعتبرها نوعاً من “ الصبينة
والمشاكسة”، بينما تنظر الأم إلى الفتاة المراهقة بأنها نكرة تشدد عليها
الخناق، ما يجعل البنت ترغب بحياة الفتى المنفتحة وتظل تردد “يا ليتني كنت
ولداً” لتظهر من جراء هذا السلوك مشكلة (المسترجلات)”.
وتتابع العلي “من الأمور المضحكة هي ما تقوم به بعض الأمهات عن جهل، حين
تغرس في عقلها أن الحياة والسفر وإكمال الدراسة وغيرها مرتبط بفكرة
الزواج”، وتربي في ابنتها المراهقة أنها متى ما تزوجت “ستنفك عقدتها” وتعيش
مثل صديقاتها، بل تبالغ بعض الأمهات وتمنع الفتاة من ارتداء ملابس جميلة
أو ارتياد صالون التجميل أو صالة الرياضة، لأنها لم تتزوج بعد، فتصبح
الفتاة بانتظار فارس الأحلام الذي سيخرجها من قلعة والديها الحصينة ليسافر
بها إلى الدنيا ويشتري لها ما تريد ويترك لها الحبل على الغارب، لكن
الحقيقة أن الزواج ليس بهذه الصورة وهو ما يسبب صدمة نفسية للكثير من
البنات قد تؤدي بهن للطلاق السريع.
تحاول العلي وضع يدها على الجرح، فتطرح أسئلة عدة تريد من الأمهات الإجابة
عنها لتحديد مدى خلل العلاقة بينها وابنتها ومحاولة ترميم الأمور، فتقول:
“هل ابنتك غالية عندك؟ كم مرة تقبلينها؟ كم مرة إذا رجعت من المدرسة حزينة
سألتينها وحاولتين أن تفتحي قلبها؟ كم مرة إذا ضربها أخوها الصغير أوقفتينه
وأخبرتينه أنها أخته ويجب عليه احترامها والترفق بها؟
مواقف كثيرة تمر بينها، فاسألي نفسك أيتها الأم واكتشفي مقدار الحب والاهتمام الذي وضعتيه لابنتك.
عشر مهارات
لإزالة كل هذه الحيرة التي تشعر بها الكثير من الأمهات، تقول العلي:”اجعلي
لابنتك بصمة مميزة في حياتها وهي معك في بيتك ولا تشعريها أن حياتها
كإنسانة مرتبطة بزواجها وستبدأ بعده، لأن هذا من وجهة نظري “سيناريو حياة
اليائسين”، وتتابع: “قولي لها سنرسم خريطة حياتك، سيكون لك شأن ومكانة في
الحياة، ستكونين متميزة وستربين أطفالاً مبدعين وستعملين على تغيير العالم
لأنك “ابنتي الغالية”.وتواصل العلي في تقديم بعض المهارات للأم. وتضيف:
“خذي بيديها إلى الطريق الصحيح. لأنها في فترة المراهقة الحرجة تحتاج إلى
اليد التي ترشدها دائماً، لكن يجب ألا يقف دورك عند هذا الحد، بل علميها أن
تسأل الشخص الخبير والمختص في شتى المشكلات التي تصادفها، فالمعرفة والبحث
عنها ضرورية لحياتها. إلى جانب ذلك لا بد من “الاستماع” إليها، فهي تحتاج
دوماً لتستمعي لها وتعطيها من وقتك، فلو خصصت 20 دقيقة ستجنبينها الوقوع في
عشرات المشكلات”.
احترام المشاعر ..نصائح لأم الفتاة المراهقة
تتابع العلي: “احترمي شعورها” فالبنت المراهقة تملك مشاعر مرهفة وأحاسيس
إذا تم احتواؤها بصدق، بمقدورك أن تبني عاطفة صحية ونفساً متوازنة، فالحب
والرفق والاحتضان والقبلة والمصافحة والمسح على الرأس، كل ذلك تحتاج إليه
البنت مهما كبرت.
بجانب كل ذلك “قدري جهودها” ولا تكوني منتقدة لتصرفاتها، ركزي على أفعالها
الحسنة وامدحيها ولا تذكرينها بغلطة مرت عليها أشهر، لأنك ستجعلينها تمتنع
عن مساعدتك في أبسط الأشياء، ليس لأنها لا تحبك، لكن حتى لا تزعجك أو خوفاً
أن لا يعجبك ما تفعل، فمن خلال ذلك ستجدين الكثير من الإيجابيات التي
تستحق المدح والتقدير.
وتشير العلي: “حركي رغبتها، بمعني أكدي لها أنك تريدينها أن تكون متفوقة
وتحفظ القرآن، لكن كل ذلك لن يتم إلا إذا كان لديها دافع داخلي للقيام به،
لكن بطريقتك الخاصة كأم فكري بالأشياء التي تحبها ابنتك واجعلي منها حافزاً
لما تريدينه منها، واجعلي مما تريدينه عندها قيمة، فهي لن تفعل ما تريدين
إلا إذا عرفت قيمته بطرق مختلفة وباستخدام أدوات ترغيب متنوعة”.
تواصل العلي نصائحها: “تفهمي تفردها، لا تقارنيها بابنة عمها ولا أختها
الكبيرة، لا تجعليها نسخة من شخصيتك أو شخصية غيرك، بل قولي لها أنت متميزة
لديك صفات إيجابية رائعة وتستطيعين اكتشاف سلبياتك وتغييرها، ولكن ما هو
مهم والأهم هو التواصل معها من خلال الاتصال بها، فهذا تعبير صادق عن الحب
الذي تكنينه لها وعن طريق ذلك ستصلين إلى الهدف الذي تريدين الوصول إليه.
وتتساءل العلي: ما الغريب في أن تفاجئيها بوردة تضعيها على الوسادة أو
بطاقة على شكل قلب وتكتبي بداخلها أنت فتاة قيادية؟ هذه اللمسة البسيطة لها
دور كبير في تعزيز العلاقة بينكما.
غير ذلك حاولي أن “ تكرميها” بمثل ما تكرمي ضيفك، اجعلي غرفتها مرتبة
وألوانها زاهية وفراشها باللون الذي تحبه، اجعلي الاحترام لها وبين الجميع
عادة ولا تفرقي بين ولد وبنت، وعند عودتها من المدرسة قولي لها “اشتقت لك
يا الغالية”، والتقطي صوراً معها لإنجازاتها ومواقفها الطيبة مع الآخرين .
وتؤكد العلي “
كل هذه الأمور كفيلة أيتها الأم أن تكوني الإنسانة المقربة إلى حياة وأسرار ابنتك “.