التفكير في الأفعال التي أدت إلى نتائج سلبية بسبب قلة الوعي، ينكر أن له
صلة بها، بل يبرر لنفسه العمل الذي أقدم عليه حتى يرضي ضميره وإن كان
التبرير لا صحة له أو لا يأتي من باب المنطق. حتى أن الإنسان يكابر ويعاند
لدرجة التهجم على من ناقضه أو وجه له النصيحة. واصبح في الأغلب أن يطغى جنس
على جنس آخر او عرق على عرق آخر. فكما نشاهد في أغلب الدول العربية
الأحقية مع الرجل في أغلب الأحوال، وأن له السلطة المطلقة في فعل ما يشاء
في المرأة، أما الدول الأجنبية فيكون العكس تماماً حتى أن مجموعة من الرجال
قرروا أن ينشئوا حقوق الرجل لأن القانون في أغلب الأحيان يكون موالياً
للمرأة من باب ضعف المرأة أمام الرجل. ويحدث هذا في الأعراق والأنساب
وغيرها ... فنظلم فئة على حساب فئة بسبب مكانتها في المجتمع أو انتسابها
لجمعية معينة أو امتلاكها للمال أو السلطة ...
لأن موضوعي يتركز في نقطة معينة تفشت في مجتمعنا لدرجة كبيرة جداً لدرجة
نشرها على العلن في الأخبار. انها ظاهرة يئن لها القلب لم تكن متفشية فيما
سبق، لا انكر أنها لم تكن موجودة ولكن لم تتدرج لها المحطات الاخبارية
وتنشر لكثرتها في مجتمعنا.
هذه الظاهرة تسمى في مفهومنا الانتقام
للشرف. في الاسبوعين الماضيين قرأت أن هناك ثلاث أخوة قتلوا أختهم في بلد
عربي بسبب أنها تملك جوالاً بدون علمهم فانهالوا عليها بالضرب حتى رمها أحد
أخوتها بالكرسي ثم أقفلوا عليها الباب بعد ان غابت عن الوعي وفي اليوم
التالي اكتشفوا أنها ميتة، وأن أخاً قتل أخته بسبب أنه رآها مع شاب فطعنها
عددة طعنات ثم خرج قائلاً انتقمت لشرفي، وان أباً قتل بنته لأنه شك في
شرفها. وقصص أخرى كثيرة لا يسعني ذكرها لتشابهها مع بعضها. حتى ان ابن العم
أصبح يتدخل في بنت عمه ...
فعندما قرأت هذه القصص تسآلت في نفسي من
نصبهم قضاةً ليحكموا على أختهم بالموت. أليس الموت له حكم الحد في الإسلام
ولا ينفذ الحد إلا بدليل وشهود أربع، وإن شهد ثلاثة أقيم عليهم الحد
بالقذف لعدم وجود الرابع. أليس الحد يسقط بمجرد وجود الشبهه، أليس الحد
يحكم به انسان عدل يزن الأمور بعقله ويأخذ في عين الاعتبار جميع الأسباب
والأحوال التي أدت إلى هذا الفعل. حتى ان الزوج لو شاهد زوجته تزنِ ولم
يأتي بالشهداء لا يحق له قتلها ولكن هناك اللعان بينهما عند القاضي وتعطى
المرأة الفرصة لتدافع عن نفسها فترد لعانه عليه. قال تعالى"وَالَّذِينَ
يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا
أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ
لَمِنَ الصَّادِقِينَ{6} وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ
إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ {7} وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ
تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ{8}
وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ
الصَّادِقِينَ{9}".
أنا لا أبرر فعل الخيانة أو الاستهانة
بالعرض ولكن الأمور يجب أن تكون في نصابها حتى لا نقع في حُكم الظالم ونظلم
من نعول، فلا نقدم على خطوة يكون العقل وقتها ذهب من الغضب تؤدي إلى أمر
نندم عليه في المستقبل، ثم نبحث عن عذرٍ يبرر لنا فعلتنا حتى يرتاح الضمير
وتهدأ النفوس. ألا نعلم ان أول ما يقضى بين العباد هي الدماء؟؟ أليس وأد
البنات من أكبر الكبائر وسببه خشية أن ينتهك بها العرض؟؟
لا تقولي عني متحيز للمرأة ولكن لماذا
لا نأخذ الأمور بشكل أعمق. كلنا نعلم أن الفتاة تتحكم بها العاطفة أكثر من
العقل، فلو نظرنا لماذا تنجر الفتاة وراء الشباب، لوجدنا أن السبب الرائيسي
هو الفراغ العاطفي الذي سببه الأخ أو الأب أو من هو ولي الأمر، كيف هذا؟؟
نحن في مجتمع المرأ يستحي أن يقول لأخته أحبك، نحن في مجتمع يستحي الأب أن
يقبل ابنته، نحن في مجتمع يستعر بعض الشباب من أخواتهم، نحن في مجتمع
يستحي المرأ أن يمسك يد أخته في السوق، نحن في مجتمع الشاب لا يأخذ أخته
إلى المطعم لقضاء أمسية لوحدهم. كم مرة ارسلت رسالة
لأختك تعبر عن حبك لها؟؟ كم مرة تذكرتها فكلمتها لتطمئن عنها؟؟ كم مرة أجلت
أمورك الشخصية لتهتم بأمورها؟؟ كم مرة حضنت أختك/بنتك إذا إلتقيت بها؟؟
كان الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم يقوم من مجلسه ليقبل ابنته المتزوجة
فاطمة الزهراء من رأسها، حتى أنها بكت حين مرض الرسول لعدم تمكنه من
القيام وتقبيلها، كان النبي صلى الله عليه وسلم في خدمة أهل بيته إذا لم
ينشغل بالدعوة، هل وعينا معنى هذا؟؟ بيت النبي
مكون من غرفة واحدة تستطيع أي امرأة أن تقوم بتنظيفه وترتيبه من غير
مساعدة، لكن حنان النبي على أهل بيته جعله يقوم بأمور البيت التي يعتقد
الكثير منا أنها للنساء فقط.
ثم تصبح الفتاة فريسة الكلام المعسول
الذي أتقنه أغلب الشباب على الغرباء وترى الفراغ الذي كانت تعيشه قد امتلاء
بكلام العاطفة الصادر عن الغريب حتى لو لم يملك شيء من حطام الدنيا.
فيتولد لديها شعور الخوف في أن تفقد هذه العاطفة التي ملئت بأقاويل الشاب
ويصعب عليها العودة للفراغ التي كانت تشعر به، فهي منبوذة به.
قبل أن نعرف السبب التي آلت الأمور إليها، فربما كنت أنت السبب في هذا.
وربما كنت قد ضيعت من تعول من غير أن تشعر. فنحن في عصر العولمة وأصبح
المجتمع قرية صغيرة يتواصل الناس مع بعضهم البعض بكبسة زر. فإن لم تملأ أنت
الفراغ فغيرك مستعد لملئه.
أضيف فقط أن الموضوع
يتناول جانب من جوانب التسلط والظلم، وليس التسويغ لأحد في فعل الحرام. أي
ملئ القلب بحب الله وحب رسوله شيء لا نقاش فيه، ولكن يجب الوعي عن الأسباب
التي أدت لفعل الأفعال السيئة. حتى لا يفهم موضوعي خطأً.