أخي المبارك: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه كلمات أبعثها إليك عطرتها لك بعطر حبي، وأخرجتها من قلب يتمنى لك الخير والتوفيق، تسبقها كلمات التبريك والاحتفاء بقرب زواجك، واقتراب موعد طالما تمناه كل شاب وفتاة، فأسعد الله أيامك وعطّر ساعاتك، وجعلك تنتقل من خير إلى خير ومن بستان لآخر..
أخي العريس : إن الزواج نعمة من نعم الله، وآية من آياته الدالة على حكمته وجميل صنعه وتدبيره، قال تعالى{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
فالزواج نعمة قد أتمها الله عليك، وهو قرار وحصن لك إن شاء الله، وإكمال لنصف دينك، فأوصيك أخي أولاً أن تستشعر هذه النعمة فتحمد الله أن وفقك ويسّر أمرك.
واعلم أخي: أن الزواج مشروع كبير يبدأ من يوم العقد، وينتهي بانتهاء أجل الإنسان، لذا يجب على كل من أراد مرضاة الله أن ينوي في قرارة قلبه أن يجعل هذا المشروع وفق هدي الكتاب والسنة، وأن يسيّر حياته بأوامر الشرع المطهر؛ بدءاً من وليمة العرس وانتهاءً بشؤون الأسرة والبيت والذرية، فاجعل أخي الحبيب هذا الهدف وهذه الغاية نصب عي*** في كل أمورك وشؤونك..
أيها الداخل قفص الحب: أوصيك أن تدقق النظر كثيراً في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وخاصة في سيرته وشمائله ومواقفه مع زوجاته رضي الله عنهن، ففيها الكثير من الفوائد، وفيها الكثير من الحلول للمشاكل الزوجية التي تعترض أي زوجين. ولا تنس أن تستمع إلى أشرطة المشايخ والعلماء في هذا الباب، ففيها خير كثير وتنوير لدربك وحياتك .
وأخيراً تذكر أخي المفضال أن البيت والأسرة لبنة في صرح أي مجتمع، والمجتمعات بمجملها تشكل هوية الأمة وشخصيتها، فاجعل بيتك وأسرتك محضناً للتقى والخير، وبستاناً فيه الرحمة والألفة، وتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصانا - معاشر الرجال - بوصية عظيمة فقال عليه السلام: ( استوصوا بالنساء خيرا ) . فكن لزوجتك خير معين على طاعة الله، وأعطها حقوقها، وكن قدوة لها في الخير، وتحمل أخطاءها، بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما بخير، والسلام عليكم .