الإبتسامة الأولى تظهر منذ اللحظات الأولى لولادة الطفل ولكنها ليست
مرتبطة بأي ظاهرة موجودة في محيط الرضيع
حس الفكاهة عنصر ضروري لنمو الطفل وتطوّر تكوينه النفسي
بشكل صحي فهو طريقة يعزز من خلالها الطفل أناه وقوته
ولفت الإنتباه إليه والحصول على المديح.
فبفضل حس الفكاهة يكتشف الطفل القواعد التي عليه التقيد بها.
مثلا يمكن الطفل أن يهزأ بوالديه ولكن عندما يتخطى الحدود سوف
يؤنبانه وفي هذه الحالة يقوّم الطفل دوره في حياة المحيطين به.
فحس الفكاهة هو ناظم للعلاقات يساهم في تحديدها والمحافظة على
توازنها بين الطفل والمحيطين به.
هل حس الفكاهة غريزة؟
لا.
بل مهارة يكتسبها الإنسان خلال مرحلة الطفولة حيث ينشأ الطفل في
محيط عائلي ينظر إلى الأمور بشكل متفائل فعندما يكون الأهل
يواجهون المشكلات بطريقة سلسة وأحيانًا يهزأون منها و يضعون مسافة
بين علاقاتهم الشخصية والصعاب التي تواجههم فإنهم يعلمون أطفالهم
بطريقة جميلة كيف يكونون متفائلين دائمًا وهكذا يساعدونهم في التمكّن
من عدم السماح للأمور السلبية بأن تجتاح حياتهم وتقلقهم.
فتعزيز حس الفكاهة يعني معرفة التخلص من وضع صعب بابتسامة.
وبذلك يتعلم الطفل ويطور هذا الحس بين أقرانه وأقاربه.
ما الذي يجعل الطفل يضحك؟
إن حس الفكاهة عند الطفل ليس كما هو عند الراشد فمن الملاحظ مثلاً
أن الطفل يصاب بنوبة ضحك في كل مرة يرى مشهدًا كوميديًا في
فيلم كرتون شاهده عشرات المرّات وهذه ظاهرة طبيعية جدًا عند الأطفال. فالطفل يتوقع في هذا المشهد أن يأتي رئيس العصابة وهذه المفاجأة
المتوقعة هي التي تضحكه مرة تلو الأخرى بينما عند الراشد فإن
قوّة المفاجأة شرط أساسي لحمله على الضحك فالطفل لا يهتم
بأن يكون مفاجَأً بل يفضّل المواقف المعروفة لديه حين تكون لحظات
الضحك متوقعة ومفهومة مسبقًا ولا يضحك الطفل في كل مرحلة من مراحل عمره للأسباب نفسها.
والمراحل الكبرى التي يتطوّر فيها حس الفكاهة هي:
ولادة البسمة
تظهر الإبتسامة الأولى منذ اللحظات الأولى لولادة الطفل ولكنها ليست
مرتبطة بأي ظاهرة موجودة في محيط الرضيع نتحدث هنا عن ابتسامة
الشفة العليا للطفل وهي ظاهرة موجودة نلاحظها عند الراشد أيضًا
أثناء نومه في أسبوعه السادس يبتسم الرضيع عند رؤية وجه أحد
والديه وفي شهره الرابع يبتسم بسبب الدغدغة والابتسامة
في شهره السادس إشارة بديهية للطفل الذي يبحث عن التآلف مع محيطه
وفي الشهر الثامن فإن الألعاب مثل الاختباء والمفاجأة تجعله يضحك
بصوت عالٍ.
التصرّف المفاجئ
ويجب الانتظار إلى سن السنة حتى يضحك الطفل من تصرّف مفاجئ قام به أحد والديه
فمثلاً ينفجر من الضحك عندما يرى والده يسير على يديه ورجليه وفي
هذه السن يمكن التحدث عن تكوّن حقيقي لما قبل ظهور حس الفكاهة
فالطفل في هذه السن لا يدرك فقط الأشكال البدائية لحس الفكاهة
بل يمارس مهارة جعل المحيطين به يضحكون. فهو يسعل ليلفت الانتباه
يقوم بتعابير في وجهه، ويقلّد... وهذه طريقة يستخدمها الطفل ليسيطر
على بعض المواقف.