أعلن علماء أن غاز الأمونيا أو النشادر قد يكون موجودا في الغلاف الجوي لكوكب المريخ الأمر الذي قد يعني وجود حياة على سطح الكوكب الأحمر.
وأوضح العلماء أن أجهزة الاستشعار المثبتة على المركبة "مارس إكسبريس" الأوروبية التي تدور حول المريخ قد إلتقطت البصمة الطيفية لغاز الأمونيا.
يذكر أن غاز الأمونيا يعيش لفترة قصيرة من الزمن على سطح المريخ لذا فإنه يتم إحلاله بصفة مستمرة.
وينبعث الأمونيا على سطح أي كوكب عن طريق مصدرين؛ إما من خلال البراكين النشطة التي لم تكتشف بعد على سطح المريخ أو عن طريق الميكروبات.
وقال عالم بوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" في حديث أدلى به لبي بي سي نيوز أونلاين: "قد يكون الأمونيا مفتاح العثور على الحياة على سطح المريخ."
ورصد مقياس الطيف الفضائي "فوريه" الذي تحمله المركبة الفضائية "مارس إكسبريس" البصمة الطيفية لغاز الأمونيا.
وأفاد فيتورو فورميزاني، مدير تشغيل مقياس الطيف، بأن تفاصيل النتائج التي توصل إليها مقياس الطيف الفضائي سيعلن عنها في مؤتمر صحفي بالعاصمة الفرنسية باريس في الأسبوع القادم.
يذكر أن مقياس الطيف الفضائي "فوريه" حساس للإشعاعات في نطاق طيفي يتراوح ما بين 1.2-5 ميكرونات و5-50 مايكرونا، وهو نطاق طيفي غني بالعديد من المركبات بما فيها الماء وثاني أكسيد الكربون. يذكر أن الخط الطيفي لغاز الأمونيا يبلغ عشرة مايكرونات.
ولم يتمكن العلماء حتى الآن إلا من تحليل قدر ضئيل من المعلومات التي جمعها مقياس الطيف "فوريه" بالرغم من أن "مارس إكسبريس" تدور حول المريخ منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ويرجع الباحثون هذا التأخير إلى صعوبة تحليل المعلومات التي يجمعها مقياس الطيف، هذا علاوة على مشكلات الطاقة التي تتعرض لها "مارس إكسبريس".
ورصد مقياس الطيف نضوبا في ثاني أكسيد الكربون وزيادة في كثافة بخار الماء فوق بعض البراكين الخامدة على سطح المريخ.
لكن اكتشاف بعض العناصر والغازات الأخرى بما فيها غاز الأمونيا يعد أمرا أكثر إثارة وجذبا للاهتمام.
ويأتي الكشف عن غاز الأمونيا بعد شهور من اكتشاف وجود غاز الميثان على سطح كوكب المريخ. ويعد غاز الميثان أحد الغازات التي قد يكون مصدرها حيويا.
ولا يتميز غاز الأمونيا على سطح المريخ بالاستقرار، ولولا إحلال غاز الأمونيا كلما تلاشى لكان اختفى تماما في غضون بضع ساعات من على سطح الكوكب الأحمر.
ويعتقد العلماء أن الوسائد الهوائية التي كانت مزود بها مسبار الفضاء "بيجل 2" الذي فشلت مهمته وانقطع الاتصال به هي مصدر غاز الأمونيا. لكن تحليل المعلومات يشير إلى أن توزيع الأمونيا على سطح الكوكب يتنافى مع هذا التفسير.
الحياة على المريخ
تكمن أهمية الأمونيا في أنها مركب من النيتروجين والهيدروجين. ويوجد النتروجين بكميات قليلة للغاية على سطح المريخ. ولأنه لا توجد حياة أرضية دون وجود النيتروجين فإن وجود الأمونيا قد يعني وجود حياة ميكروبية على سطح المريخ.
وقال عالم وكالة الفضاء الأمريكية: "لا توجد طريقة معروفة لتكوين الأمونيا في الغلاف الجوي للمريخ بعيدة عن وجود حياة على سطحه."
ولن تتمكن المركبتان الأمريكيتان اللتان هبطتا على سطح الكوكب الأحمر في يناير/كانون الثاني الماضي من تفسير أسباب وجود الأمونيا في الغلاف الجوي للمريخ لأنهما ارسلتا إلى هناك بغرض إجراء دراسات جيولوجية.
لكن يمكن في الفترة القادمة إرسال مركبات مزودة بأجهزة استشعار للمريخ لتحليل غاز الأمونيا هناك ومعرفة ما إذا كان منبعث من بركان أو من كائن حي.
ولم ترصد المركبات التي ارسلت للمريخ حتى الآن أية براكين نشطة على سطح الكوكب الأحمر.
للمشــــاهـــدة
http://rapidshare.com/files/135673947/Closely__2_.rm