تخيلوا
كيف سيكون الفضاء في المستقبل القريب.حيث حشد من -الروبوتات - الصغيرة
تقفز برجل واحدة من مكان لآخر فوق سطح كوكب المريخ مثل الطيور, وستقوم تلك
الآلات التي يعكف العلماء على تطويرها حاليا بالتنقل السريع عبر الأماكن
الوعرة في الكواكب والدخول إلى الكهوف بحثا عن أدلة تؤكد وجود حياة على
الكواكب,
التي
سيتم اكتشافها من خلال تعقب بقايا الميكروبات القديمة.وبالإضافة إلى
(الروبوتات ) صغيرة الحجم ورشيقة الحركة يمكن أيضا تخيل أجنحة ترفرف فوق
كوكب الزهرة بحثا عن الجزئيات العضوية الدقيقة التي تدل على امكانية وجود
أنواع مختلفة من الحياة.ويتوقع العلماء أن يعج النظام الشمسي في القريب
العاجل ب(الروبوتات ) الصغيرة التي تقفز وتتحرك مثل الحشرات, تحلق فوق
الكواكب البعيدة أو الجدران الصخرية لاستكشاف تلك الكواكب وجمع المعطيات
الدقيقة عنها.
هذا
ما سيبدو عليه الفضاء في المستقبل المنظور.فبينما تعمل وكالة الفضاء
الأميركية جاهدة على إعادة تجربة صعود البشر إلى سطح القمر يحاول العلماء
والمهندسون في المختبرات عبر امتداد الولايات المتحدة لإطلاق العنان
لخيالهم من أجل تصميم آلات قادرة على استكشاف المناطق البعيدة في نظامنا
الشمسي, وفي حال تم تصميم تلك الروبوتات التي تحتاج إلى ممولين وأموال
طائلة فإن من شأنها إحداث ثورة حقيقية في مجال استكشاف الفضاء, وهذا سيمكن
العلماء من إجراء الأبحاث دونما الحاجة إلى إرسال البشر إلى المريخ أو
الزهرة, ومع أن الشروع في انجاز هذه الأفكار واخراجها إلى حيز الوجود يظل
باهظ التكلفة إلا أن ذلك لايقارن بحجم المعلومات الهائل الذي سيتم استخلاصه
في كل رحلة تقوم بها -الروبوتات - ويؤكد كل من وولفانج فينك -الفيزيائي في
معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا وزميله -جيمس دوهم -من جامعة أريزونا بأن
المستقبل سيحمل ابتكارات أكثر دقة تمكن من استكشاف جديد للكواكب البعيدة
ووفقا لما أوردته دورية (علوم الكواكب والفضاء ) سيتم ارسال آلات صغيرة أقل
تكلفة إلى الكواكب مزودة بمجسات للاستشعار لجمع المعلومات والتنسيق مع
المركبة الفضائية التي ستكون في مكان ما على سطح الكوكب.وستتولى الروبوتات
عملية التنقيب في أماكن مختلفة ليتم بعدها نقل المعلومات إلى المركبة
الفضائية فضلا عن قدرة الروبوتات على التعامل مع الظروف المستجدة من تلقاء
نفسها دون الرجوع إلى توجيهات العلماء على الأرض.
تقوم
وكالة الفضاء الأميركية بتمويل المشاريع والأبحاث التي تهدف إلى تصميم
-الروبوتات - الصغيرة حيث بدأ بالفعل ظهور الجيل الأول منها في مختبرات
العلماء.وفي هذا الإطار أوضح ستيفن دوبسكي -وبيني بوستن -المشرفان على
مشروع الروبوتات الصغيرة أن الهدف هو اكتشاف الحياة على سطح الكواكب من
خلال رصد الإشارات المعدنية التي تخلفها الميكروبات وراءها.ويستدعي ذلك
استكشاف مناطق وعرة مثل الكهوف والشقوق فضلا عن الأنفاق الطبيعية والحمم
البركانية المتجمدة, وقد تمخض التعاون بين العالمين عن تصميم روبوتات
صغيرةبحجم كرة المضرب يتم تشغيلها بواسطة خلايا صغيرة للوقود, ولأن حجمها
صغير سيتم إطلاق محميات كبيرة منها على سطح الكوكب ومازال في جعبة العلماء
الكثير من الابتكارات الجديدة ليقدموها حيث قام العالم -أنتوني كولوزا
بتصميم روبوت لا يشبه المركبات التقليدية في شيء حيث يحلق في الفضاء مثل
حشرة, ومن المتوقع أن يتم استخدامه في الكواكب ذات الأجواء الدقيقة مثل
المريخ, وقد استعان الدكتور -كولوزا بدراسة اسلوب طيران الحشرات لتصميم
آليته الصغيرة متغلبا على كافة المشكلات الهندسية.وقد فكر العلماء أيضا
بربط تلك الروبوتات الصغيرة التي سيتم نشرها فوق الكواكب بنظام اتصال متطور
وفعال حتى تتمكن من اتخاذ القرارات المناسبة دون الحاجة للرجوع إلى
ارشادات العلماء. وفي حال نجاح هذه المساعي ستدخل العلوم الفضائية مرحلة
جديدة من تاريخها محدثة تغييرا كبيراً في المفاهيم والتصورات الحالية نتيجة
المعلومات الهائلة التي سيتم التوصل إليها عن طريق الابتكارات العلمية
المذهلة.
للمــــشـــــاهـــــدة
http://rapidshare.com/files/135636163/Closely__11_.rm