الثابت والمتحول في الحياة الزوجية منقول
الثابت والمتحول في الحياة الزوجية
لماذا، يا ترى يذهب الناس إلى أسواق مزايا الغذاء، أو مخازن التوفير أو بنده؟ الجواب بسيط: في هذه المخازن يوجد كل ما يحتاجه البيت من أغذية، ولا يحتاج المتبضع إلى الذهاب إلى سوق آخر. في هذه الأسواق يتوفر الوقت، وتتوفر المواد، ويتوفر السعر المناسب.
هل زار أحدكم حديقة أو مشتل زهور؟ لماذا يجلس الواحد منكم ساعات ينظر إلى جمال تلك الزهور ويستمتع برائحتها الطيبة، ويقضي وقت ممتع؟ الجواب يعرفه كل من ذهب إلى حديقة أو مشتل زهور. كل ما في الحديقة أو المشتل يخلب اللب، ويبهج الخاطر، ويجعل النفس في راحة ويعطي الروح جرعة منشطة.
الزواج مثل ذلك تماما. يحتاج أن يوفر الزوج والزوجة كل متطلبات البيت الكريم والعش السعيد، حتى لا يحتاج الزوج أو الزوجة البحث عن مكان آخر أكثر هدوءا وانسجاما. الزوج والزوجة عليهما تكوين شراكة يساهم كل واحد منهما بنصيبه فيها، بكل صدق واحترام وتقدير، وبذل الجهد الكافي، والإدارة السليمة من اجل نجاح الشراكة وتطويرها حتى تسلك مسلكها الصحيح والمستقيم.
المتحول
في الحياة الزوجية متحولات، قد يحسبها البعض، لجهل أو غفلة، بأنها من الثوابت. هذه المتحولات هي:
...الغريزة:
الاستمتاع الغريزي يحتاج إلى حوافز ودوافع ومنبهات، وعلى صاحبي المصلحة توفير الحالة النفسية التي ترتفع بهذه الحالة إلى قمة الرغبة. لكن لا يظن أحد من القراء إن هذه الغريزة دائمة ومستمرة. هذه الغريزة تحتاج إلى متابعة ومراقبة لتأخذ وقت أكبر لكن في يوم من الأيام ستخبو وقد تموت، إما بسبب تقدم الزوجين في السن، أو بوجود الأطفال، أو بانشغال احد مكونات هذه الشراكة في عمل يسلب منه كل طاقاته ووقته. وبالتالي، لا يستطيع أن يؤدي الدور الذي عليه أن يؤديه كما يجب عليه أن يؤديه.
...إدارة شؤون المنزل:
قبل سنوات مضت كانت مهمة المرأة متابعة شؤون المنزل: طبخ، غسيل، الاستمتاع...الخ. اليوم اقتضت مقتضيات العصرنة، خروج المرأة من البيت ومشاركة الرجل في دورة الحياة، فأصبح لدينا الطبيبة والممرضة، والمعلمة، ومديرة الشركة، والمحامية، ونظرا لهذه المتغيرات وجد البديل، كالخادمة والمطاعم، والبيوت التي تجهز الأكل للعاملات. مهمة شؤون البيت أصبحت ثانوية بعد إن كانت أساسية. في العصر الحاضر أصبحت القاعدة استثناء، وأصبح الاستثناء قاعدة. اليوم في ظل الظروف القاسية، لا يستطيع الرجل بفرده أن يؤدي القيمومة على البيت بكل ما تعني هذه الكلمة. البيت يحتاج إلى شيكين بدلا من شيك واحد وإلى دخلين بدلا من دخل واحد. أذن هذه المهمة أيضا أصبحت من المتغيرات.
...التناسل:
بالأمس القريب كان الرجل يفتخر بأنه أنجب دزينة من الأولاد والبنات، اليوم بدأ المجتمع ينحو نحو تحديد النسل. نوعية التربية لا كميتها لعبت الدور الأهم، الدخل الفردي يلعب دور، تواجد الزوج أو الزوجة في البيت له دور، التفكك الأسري له دور، التغيرات في عادات وتقاليد المجتمع تلعب دور. كل هذه الأسباب جعلت من هذا الثابت قبل زمن مضى متحولا في العصر الحاضر.
...الإنس والارتياح النفسي:
هذا العامل يفقد ألقه وبريقه مع مرور الأيام، وخاصة بين الأزواج الذين لا يعرفون قيمة التجديد ومتابعة انفتاح كل طرف على الآخر، وخاصة في هذا العصر الذي أصبح فيه الكون كله على شاشة اللابتوب، يتحدث فيه الإنسان، زوج أو زوجة، إلى تجمعات بشرية، مختلفة الرؤى، والسلوك، والقيم، والمفاهيم. أصبح بجانب الزوج أو الزوجة أنيس آخر، وارتياح آخر دخل بيوتنا، وسرق أوقاتنا، ولعب بعقولنا وقلوبنا.
الثابت
لكن يبقى هناك مجموعة الثوابت المجتمعية، لا يمكن للإنسان الانفصام عنها والابتعاد عن مفاعيلها، وتركها للأمواج العاتية تجرفها مع تلاطم الأمواج التي أخذت هي الأخرى تجد لها طريقا إلى محراب سعادتنا، إن كان الواحد منا فعلا يريد أن يكون سعيدا.
...المسئولية:
على الرجل إن يعتبر الزوجة ليست فقط امرأة لقضاء شهوة، أو إنتاج نسل، أو قضاء فترة من الحديث المتجانس أو غير المتجانس، أو بضاعة تم شراءها ونقلها من بيت إلى بيت آخر، على الرجل إن يدرك بان عليه مسئولية أبدية تجاه هذا المخلوق الرقيق الذي قرر الارتباط به، والعيش معه، وبناء أسرة متجانسة فكرا وروحا، وكذلك على المرأة إن تعلم إن زوجها ليس مصنعا للنقود يدر عليها كلما اشتهت، أو بنكا من البنوك مفتوحا من أجلها وعلى حسابها. المرأة العاقلة هي التي توازن بين المدخول والمصروف وتضع قائمة باحتياجات ومتطلبات المنزل الضرورية دون إن يتسبب ذلك في وضع الإثقال على كاهل الرجل، أو تخلق له عناوين يمكن الاستغناء عنها، مثل شراء فستان لزواج صديقتي، أو شراء هدية بمناسبة عيد ميلاد ولد صديقتي. المسئولية هذه ثابتة، وعلى طرفي الشراكة إن يتقيدا بها حتى تسير سفينة حياتهما إلى الأفق الاسمي والأجمل والأكمل.
...الأخلاق:
الأخلاق عنصر مهم في الحياة الزوجية. الرجل لا يحب المرأة النكدية المتجهمة، والمرأة لا تحب الرجل المنطوي على نفسه. الزواج بدون أخلاق مصيره الفشل، والزواج بدون انفتاح كلي في الحياة الزوجية بين الزوج وزوجته نتيجته الموت. الزوج المناسب أو الزوجة المناسبة لا يقاس بالعمر، ولا بالجمال الشكلي، أو بالفلوس، أو بالوظيفة، الزواج الحقيقي مسئولية وأخلاق.، ويقاس بالرجل المناسب والمرأة المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. "الكلمة الطيبة صدقة"، وهذه الكلمة تقرب النفوس، وتصفي القلوب، وتنعش الحياة، وترفع من مستوى العلاقة بين الطرفين، فكلمة مثل: صباح الخير يا زوجي أو زوجتي، أو السير معه أو معها يدا بيد إلى الباب عندما يذهب أحدهما إلى العمل أو مغادرة المنزل يعطي جرعة منشطة وحيوية وقيمة معنوية يبقى أثرها مدى الحياة. سبب المشاكل اليوم في البيوت هو غياب الجانب الأخلاقي بين الشريكين، وعدم معرفة ما يجلب السعادة والسرور إلى قلب الشريك. اجعلوا بيوتكم سعادة بدلا من نكادة.
...الدين:
الدين يهذب النفس، ويعطي الحياة جرعة من الأمل في يوم ومستقبل أفضل. المؤمن يمر عبر امتحانات وابتلاءات واختبارات، كما يمر عبر أيام سعيدة، لكن ثقة الإنسان المتدين تجعله صابرا ومطمئنا في قدرة الله على تغيير الفقر إلى غنى، والمرض إلى صحة، والشحناء إلى تفاهم، والوحشة إلى سعادة. الدين يمنح الإنسان قوة وصلابة ويجعل الإنسان يترفع عن الأشياء غير الضرورية في الحياة، ويقبل بالقليل من اجل إن تستمر سفينة الحياة الزوجية في طريقها الذي خطه الله لها. الشريك المتدين دائما يوظف الأسباب ويترك الباقي على رب العباد. خشبة النجاة هي الايمان بان ما يحل بالإنسان هو بعين الله. وعلى الشريك أن يكون شريكا في السراء والضراء، وفي الشدة والرخاء، ولا يتذمر أو يتضجر لبلاء حل بالأسرة، فالله قادر على تغيير الأسباب وتوظيفها من أجل سعادة الأسرة المؤمنة. الدين احد الثوابت حتى في المجتمعات غير المتدينة، فهذه المجتمعات تلجأ في ظروف الشدة إلى منبع العطف الإلهي.
خاتمة
عندما يقرر طرف ما أن يدخل في شراكة مع طرف آخر، عليه أو عليها أن تسأل نفسها إلف سؤال قبل أن يقع المربوط في المنفرط، والثابت في المتحول وتنكسر الجرة حيث هذا الانفراط يأتي بمسميات غير مقبولة في مجتمع لا زال محافظا في بعض مفاصله، ومن هذه المسميات كلمة "مطلقة أو مطلق."، وتظهر مع هذه المسميات بعض الإعراض المرضية والتي تشاع هنا أو هناك، مما قد يتسبب في إمراض نفسية، قد تؤدي إلى ظهور حالات سلوكية تؤثر على الأسرة جميعا.
فليجعل كل شريك البيت مثل السوبر ماركت، تعبير مجازي، فيه الأنس، والراحة، والسعادة، وقبول الواحد الآخر، والتعاون، وصياغة بنود واضحة لبناء أسرة سعيدة، تسودها روح المحبة والانسجام والوئام والتكامل المادي والمعنوي، والتنازل عن بعض الحقوق فيما لا يعطل مسيرة الحياة. تحياتي
الثابت والمتحول في الحياة الزوجية
لماذا، يا ترى يذهب الناس إلى أسواق مزايا الغذاء، أو مخازن التوفير أو بنده؟ الجواب بسيط: في هذه المخازن يوجد كل ما يحتاجه البيت من أغذية، ولا يحتاج المتبضع إلى الذهاب إلى سوق آخر. في هذه الأسواق يتوفر الوقت، وتتوفر المواد، ويتوفر السعر المناسب.
هل زار أحدكم حديقة أو مشتل زهور؟ لماذا يجلس الواحد منكم ساعات ينظر إلى جمال تلك الزهور ويستمتع برائحتها الطيبة، ويقضي وقت ممتع؟ الجواب يعرفه كل من ذهب إلى حديقة أو مشتل زهور. كل ما في الحديقة أو المشتل يخلب اللب، ويبهج الخاطر، ويجعل النفس في راحة ويعطي الروح جرعة منشطة.
الزواج مثل ذلك تماما. يحتاج أن يوفر الزوج والزوجة كل متطلبات البيت الكريم والعش السعيد، حتى لا يحتاج الزوج أو الزوجة البحث عن مكان آخر أكثر هدوءا وانسجاما. الزوج والزوجة عليهما تكوين شراكة يساهم كل واحد منهما بنصيبه فيها، بكل صدق واحترام وتقدير، وبذل الجهد الكافي، والإدارة السليمة من اجل نجاح الشراكة وتطويرها حتى تسلك مسلكها الصحيح والمستقيم.
المتحول
في الحياة الزوجية متحولات، قد يحسبها البعض، لجهل أو غفلة، بأنها من الثوابت. هذه المتحولات هي:
...الغريزة:
الاستمتاع الغريزي يحتاج إلى حوافز ودوافع ومنبهات، وعلى صاحبي المصلحة توفير الحالة النفسية التي ترتفع بهذه الحالة إلى قمة الرغبة. لكن لا يظن أحد من القراء إن هذه الغريزة دائمة ومستمرة. هذه الغريزة تحتاج إلى متابعة ومراقبة لتأخذ وقت أكبر لكن في يوم من الأيام ستخبو وقد تموت، إما بسبب تقدم الزوجين في السن، أو بوجود الأطفال، أو بانشغال احد مكونات هذه الشراكة في عمل يسلب منه كل طاقاته ووقته. وبالتالي، لا يستطيع أن يؤدي الدور الذي عليه أن يؤديه كما يجب عليه أن يؤديه.
...إدارة شؤون المنزل:
قبل سنوات مضت كانت مهمة المرأة متابعة شؤون المنزل: طبخ، غسيل، الاستمتاع...الخ. اليوم اقتضت مقتضيات العصرنة، خروج المرأة من البيت ومشاركة الرجل في دورة الحياة، فأصبح لدينا الطبيبة والممرضة، والمعلمة، ومديرة الشركة، والمحامية، ونظرا لهذه المتغيرات وجد البديل، كالخادمة والمطاعم، والبيوت التي تجهز الأكل للعاملات. مهمة شؤون البيت أصبحت ثانوية بعد إن كانت أساسية. في العصر الحاضر أصبحت القاعدة استثناء، وأصبح الاستثناء قاعدة. اليوم في ظل الظروف القاسية، لا يستطيع الرجل بفرده أن يؤدي القيمومة على البيت بكل ما تعني هذه الكلمة. البيت يحتاج إلى شيكين بدلا من شيك واحد وإلى دخلين بدلا من دخل واحد. أذن هذه المهمة أيضا أصبحت من المتغيرات.
...التناسل:
بالأمس القريب كان الرجل يفتخر بأنه أنجب دزينة من الأولاد والبنات، اليوم بدأ المجتمع ينحو نحو تحديد النسل. نوعية التربية لا كميتها لعبت الدور الأهم، الدخل الفردي يلعب دور، تواجد الزوج أو الزوجة في البيت له دور، التفكك الأسري له دور، التغيرات في عادات وتقاليد المجتمع تلعب دور. كل هذه الأسباب جعلت من هذا الثابت قبل زمن مضى متحولا في العصر الحاضر.
...الإنس والارتياح النفسي:
هذا العامل يفقد ألقه وبريقه مع مرور الأيام، وخاصة بين الأزواج الذين لا يعرفون قيمة التجديد ومتابعة انفتاح كل طرف على الآخر، وخاصة في هذا العصر الذي أصبح فيه الكون كله على شاشة اللابتوب، يتحدث فيه الإنسان، زوج أو زوجة، إلى تجمعات بشرية، مختلفة الرؤى، والسلوك، والقيم، والمفاهيم. أصبح بجانب الزوج أو الزوجة أنيس آخر، وارتياح آخر دخل بيوتنا، وسرق أوقاتنا، ولعب بعقولنا وقلوبنا.
الثابت
لكن يبقى هناك مجموعة الثوابت المجتمعية، لا يمكن للإنسان الانفصام عنها والابتعاد عن مفاعيلها، وتركها للأمواج العاتية تجرفها مع تلاطم الأمواج التي أخذت هي الأخرى تجد لها طريقا إلى محراب سعادتنا، إن كان الواحد منا فعلا يريد أن يكون سعيدا.
...المسئولية:
على الرجل إن يعتبر الزوجة ليست فقط امرأة لقضاء شهوة، أو إنتاج نسل، أو قضاء فترة من الحديث المتجانس أو غير المتجانس، أو بضاعة تم شراءها ونقلها من بيت إلى بيت آخر، على الرجل إن يدرك بان عليه مسئولية أبدية تجاه هذا المخلوق الرقيق الذي قرر الارتباط به، والعيش معه، وبناء أسرة متجانسة فكرا وروحا، وكذلك على المرأة إن تعلم إن زوجها ليس مصنعا للنقود يدر عليها كلما اشتهت، أو بنكا من البنوك مفتوحا من أجلها وعلى حسابها. المرأة العاقلة هي التي توازن بين المدخول والمصروف وتضع قائمة باحتياجات ومتطلبات المنزل الضرورية دون إن يتسبب ذلك في وضع الإثقال على كاهل الرجل، أو تخلق له عناوين يمكن الاستغناء عنها، مثل شراء فستان لزواج صديقتي، أو شراء هدية بمناسبة عيد ميلاد ولد صديقتي. المسئولية هذه ثابتة، وعلى طرفي الشراكة إن يتقيدا بها حتى تسير سفينة حياتهما إلى الأفق الاسمي والأجمل والأكمل.
...الأخلاق:
الأخلاق عنصر مهم في الحياة الزوجية. الرجل لا يحب المرأة النكدية المتجهمة، والمرأة لا تحب الرجل المنطوي على نفسه. الزواج بدون أخلاق مصيره الفشل، والزواج بدون انفتاح كلي في الحياة الزوجية بين الزوج وزوجته نتيجته الموت. الزوج المناسب أو الزوجة المناسبة لا يقاس بالعمر، ولا بالجمال الشكلي، أو بالفلوس، أو بالوظيفة، الزواج الحقيقي مسئولية وأخلاق.، ويقاس بالرجل المناسب والمرأة المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. "الكلمة الطيبة صدقة"، وهذه الكلمة تقرب النفوس، وتصفي القلوب، وتنعش الحياة، وترفع من مستوى العلاقة بين الطرفين، فكلمة مثل: صباح الخير يا زوجي أو زوجتي، أو السير معه أو معها يدا بيد إلى الباب عندما يذهب أحدهما إلى العمل أو مغادرة المنزل يعطي جرعة منشطة وحيوية وقيمة معنوية يبقى أثرها مدى الحياة. سبب المشاكل اليوم في البيوت هو غياب الجانب الأخلاقي بين الشريكين، وعدم معرفة ما يجلب السعادة والسرور إلى قلب الشريك. اجعلوا بيوتكم سعادة بدلا من نكادة.
...الدين:
الدين يهذب النفس، ويعطي الحياة جرعة من الأمل في يوم ومستقبل أفضل. المؤمن يمر عبر امتحانات وابتلاءات واختبارات، كما يمر عبر أيام سعيدة، لكن ثقة الإنسان المتدين تجعله صابرا ومطمئنا في قدرة الله على تغيير الفقر إلى غنى، والمرض إلى صحة، والشحناء إلى تفاهم، والوحشة إلى سعادة. الدين يمنح الإنسان قوة وصلابة ويجعل الإنسان يترفع عن الأشياء غير الضرورية في الحياة، ويقبل بالقليل من اجل إن تستمر سفينة الحياة الزوجية في طريقها الذي خطه الله لها. الشريك المتدين دائما يوظف الأسباب ويترك الباقي على رب العباد. خشبة النجاة هي الايمان بان ما يحل بالإنسان هو بعين الله. وعلى الشريك أن يكون شريكا في السراء والضراء، وفي الشدة والرخاء، ولا يتذمر أو يتضجر لبلاء حل بالأسرة، فالله قادر على تغيير الأسباب وتوظيفها من أجل سعادة الأسرة المؤمنة. الدين احد الثوابت حتى في المجتمعات غير المتدينة، فهذه المجتمعات تلجأ في ظروف الشدة إلى منبع العطف الإلهي.
خاتمة
عندما يقرر طرف ما أن يدخل في شراكة مع طرف آخر، عليه أو عليها أن تسأل نفسها إلف سؤال قبل أن يقع المربوط في المنفرط، والثابت في المتحول وتنكسر الجرة حيث هذا الانفراط يأتي بمسميات غير مقبولة في مجتمع لا زال محافظا في بعض مفاصله، ومن هذه المسميات كلمة "مطلقة أو مطلق."، وتظهر مع هذه المسميات بعض الإعراض المرضية والتي تشاع هنا أو هناك، مما قد يتسبب في إمراض نفسية، قد تؤدي إلى ظهور حالات سلوكية تؤثر على الأسرة جميعا.
فليجعل كل شريك البيت مثل السوبر ماركت، تعبير مجازي، فيه الأنس، والراحة، والسعادة، وقبول الواحد الآخر، والتعاون، وصياغة بنود واضحة لبناء أسرة سعيدة، تسودها روح المحبة والانسجام والوئام والتكامل المادي والمعنوي، والتنازل عن بعض الحقوق فيما لا يعطل مسيرة الحياة. تحياتي