بسم الله الرحمن الرحيم:
هذه الحادثة من القضايا التي كثر الخوض فيها، وعلى الرغم من ثبوتها في الصحيحين
إلا أن بعض طوائف المسلمين أنكرتها بعد إعمال العقول وتغليب الهوى.
ينبغي أن نعلم ابتداء أن حادثة شق الصدر وقعت للنبي صلى الله عليه وسلم مرتان
الأولى وهو طفل صغير، حيث يروي الإمام ابن كثير عن أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنهم قالوا له أخبرنا عن نفسك قال نعم أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى
عيسى عليهما السلام ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور
الشام واسترضعت في بني سعد بن بكر فبينا أنا في بهم أتاني رجلان عليهما ثياب بيض
معهما طست من ذهب مملوء ثلجا فأضجعاني فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فشقاه
فاخرجا منه علقة سوداء فألقياها ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج حتى إذا ألقياه رداه
كما كان ثم قال أحدهما لصاحبه زنه بعشرة من أمته فوزنني بعشرة فوزنتهم ثم قال
زنه بمائة من أمته فوزنني بمائة فوزنتهم ثم قال زنه بألف من أمته فوزنني بألف
فوزنتهم فقال دعه عنك فلو وزنته بأمته لوزنهم .
وكانت الحادثة الثانية قبل إسراءه صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت في البخاري عن عن
مالك بن صعصعة رضي الله عنهما: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة
أسري به: (بينما أنا في الحطيم، وربما قال في الحجر، مضطجعا، إذ أتاني آت
فقال: وسمعته يقول: فشق - ما بين هذه إلى هذه - فقلت للجارود وهو إلى جنبي: ما
يعني به؟ قال: من ثغرة نحره إلى شعرته، وسمعته يقول: من قصه إلى شعرته -
فاستخرج قلبي، ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانا، فغسل قلبي، ثم حشي ثم
أعيد..).
وقد كثر القيل والقال في هاتين الحادثتين، وقد أنكرها بعض من سولت له نفسه الخبيث
بحجج واهية، ذلك أن عقولهم لم تجد معنا معقولا مقبولا لديهم لحادثة شق الصدر،
فسبحان من جعل فيها من الحكم ما لا نحصيه، أقلها أن يختبر المولى عز وجل صدق
قبولنا للأمور اللامعقولة لنفوس البشر غير السوية، فنحن الذين آمنا بالنبي صلى الله
عليه وسلم وبحادثة الإسراء والمعراج الأعجب، فحتما سنؤمن بهذه القصة، فعجبي لمن
صدق بالقصص المختلفة الأكثر إعجازا وأكثر إثارة للعجب ولم يصدق مثل هذه
القصة لعدم قدرة عقله على استيعاب حكمتها، فمن حكم هذه الحادثة التالي:
تنقل صورة حقيقية أن هذه القلوب تحوي ما تحويه من حظ الدنيا وحظ إبليس فيها، إلا
قلب النبي صلى الله عليه وسلم.
الطست من ذهب إكراما لمقام النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه مملوء حكمة وإيمانا، فبماذا غسلنا قلوبنا؟.
اختبار وامتحان للمسلمين لمن يصدق منهم بالرسالة بعمومياتها وخصوصياتها ومن ينتقص شيئا منها.
وقعت حادثة شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الرابعة أو الخامسة من مولده وهو في بني سعد
روى
مسلم عن انس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل , وهو يلعب مع
الغلمان , فاخذه فصرعه , فشق عن قلبه , فاستخرج القلب , فاستخرج منه علقة ,
فقال : هذا حظ الشيطان منك , ثم غسله في طشت من ذهب بماء زمزم , ثم لأمه ,
ثم أعاده إلى مكانه , وجاء الغلمان يسعون إلى أمه – يعني ظئره – فقالوا :
إن محمد قد قتل فاستقبلوه وهو منتقع اللون .
صحيح مسلم , باب الإسراء
__________________
قال تعالى ( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم )
هذه الحادثة من القضايا التي كثر الخوض فيها، وعلى الرغم من ثبوتها في الصحيحين
إلا أن بعض طوائف المسلمين أنكرتها بعد إعمال العقول وتغليب الهوى.
ينبغي أن نعلم ابتداء أن حادثة شق الصدر وقعت للنبي صلى الله عليه وسلم مرتان
الأولى وهو طفل صغير، حيث يروي الإمام ابن كثير عن أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنهم قالوا له أخبرنا عن نفسك قال نعم أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى
عيسى عليهما السلام ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور
الشام واسترضعت في بني سعد بن بكر فبينا أنا في بهم أتاني رجلان عليهما ثياب بيض
معهما طست من ذهب مملوء ثلجا فأضجعاني فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فشقاه
فاخرجا منه علقة سوداء فألقياها ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج حتى إذا ألقياه رداه
كما كان ثم قال أحدهما لصاحبه زنه بعشرة من أمته فوزنني بعشرة فوزنتهم ثم قال
زنه بمائة من أمته فوزنني بمائة فوزنتهم ثم قال زنه بألف من أمته فوزنني بألف
فوزنتهم فقال دعه عنك فلو وزنته بأمته لوزنهم .
وكانت الحادثة الثانية قبل إسراءه صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت في البخاري عن عن
مالك بن صعصعة رضي الله عنهما: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة
أسري به: (بينما أنا في الحطيم، وربما قال في الحجر، مضطجعا، إذ أتاني آت
فقال: وسمعته يقول: فشق - ما بين هذه إلى هذه - فقلت للجارود وهو إلى جنبي: ما
يعني به؟ قال: من ثغرة نحره إلى شعرته، وسمعته يقول: من قصه إلى شعرته -
فاستخرج قلبي، ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانا، فغسل قلبي، ثم حشي ثم
أعيد..).
وقد كثر القيل والقال في هاتين الحادثتين، وقد أنكرها بعض من سولت له نفسه الخبيث
بحجج واهية، ذلك أن عقولهم لم تجد معنا معقولا مقبولا لديهم لحادثة شق الصدر،
فسبحان من جعل فيها من الحكم ما لا نحصيه، أقلها أن يختبر المولى عز وجل صدق
قبولنا للأمور اللامعقولة لنفوس البشر غير السوية، فنحن الذين آمنا بالنبي صلى الله
عليه وسلم وبحادثة الإسراء والمعراج الأعجب، فحتما سنؤمن بهذه القصة، فعجبي لمن
صدق بالقصص المختلفة الأكثر إعجازا وأكثر إثارة للعجب ولم يصدق مثل هذه
القصة لعدم قدرة عقله على استيعاب حكمتها، فمن حكم هذه الحادثة التالي:
تنقل صورة حقيقية أن هذه القلوب تحوي ما تحويه من حظ الدنيا وحظ إبليس فيها، إلا
قلب النبي صلى الله عليه وسلم.
الطست من ذهب إكراما لمقام النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه مملوء حكمة وإيمانا، فبماذا غسلنا قلوبنا؟.
اختبار وامتحان للمسلمين لمن يصدق منهم بالرسالة بعمومياتها وخصوصياتها ومن ينتقص شيئا منها.
وقعت حادثة شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الرابعة أو الخامسة من مولده وهو في بني سعد
روى
مسلم عن انس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل , وهو يلعب مع
الغلمان , فاخذه فصرعه , فشق عن قلبه , فاستخرج القلب , فاستخرج منه علقة ,
فقال : هذا حظ الشيطان منك , ثم غسله في طشت من ذهب بماء زمزم , ثم لأمه ,
ثم أعاده إلى مكانه , وجاء الغلمان يسعون إلى أمه – يعني ظئره – فقالوا :
إن محمد قد قتل فاستقبلوه وهو منتقع اللون .
صحيح مسلم , باب الإسراء
__________________
قال تعالى ( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم )