[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الحبكة
(فيما
يتعلق بالحبكة , اجد ان الحياة الحقيقية ليست ذات عون ابدا . فالحياة
الحقيقية لا تمتلك , كما يبدو , اية حبكات . وكما اظن , الحبكة مرغوبة
وضرورية في الاغلب, انا امتلك هذه الضغينة الزائدة ضد الحياة)
هذا هو رأى آيفي كومبتن-بورنيت
مما يعني ان الحبكة ضرورية وأساسية في أية رواية
وكذلك ليست أية حبكة والسلام أو حبكة من واقع الحياة الصرفة دون أى خيال
بل يجب أن تحوى الجاذبية والتشويق ليظل القارئ مع الرواية
وما الذي سيجذب القارئ في قصة رجل عادي يستيقظ كل يوم ليذهب الى عمله ويعود الى البيت ليجلس مع أطفاله ويشاهد التلفاز؟
على الرجل أن يواجه مشكلة ما أو صراع مع طرف آخر ليدخل الى عالم الروايات
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لا حبكة بدون شخصيات وصراع
تنمو
الحبكة في رسم الشخصيات والصراع فلو ان بطلك يواجه مشكلة اساسية في
البداية , ولو انه يريد بشكل يائس شيئا صعب المنال ( وهذا هو الخط القصصي
الاساسي لمعظم الروايات ) فإن سعيه الحثيث نحو النهاية , الى جانب ما حققه
من نجاح او فشل , سيشكل موضوع حبكتك . ستكون بحاجة الى ان تدفع شخصياتك
الرئيسة نحو حدودها المرسومة لها لواستطعنا ان نرى ما جبلوا عليه حقيقة والتأزم النهائي يؤدي الى تطور القصة القوية
تقول ايزاك داينسون
: ( ابدأ بالاحساس بوخز خفيف بنوع من الشعور بالقصة التي سأكتبها بعد ذلك
تأتي الشخصيات التي تسيطر علي ومن ثم اصنع القصة وكل ذلك ينتهي بكونه حبكة)
وهذا بالضبط ما افعله حين اكتب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] على الحبكة أن تتقدم باستمرار
حاول
ان تجعل شخصياتك في نوع معين من وضع يثير اهتمامها حيث تتحرك منه الى وضع
جديد اكثر اثارة لاهتمامها . قد تكون حالة خطر جسدي او شيئا غير محسوس
كالخوف من الحلم, ولكن يجب ان يكون هناك دائما نوع من المحنة, دراما حادة
بحدة السكين في اليد حتى ولو كان ذلك وهما في ذهن الشخصية
الحبكة
هي في الحقيقة حدث يؤدي الى حدث آخر, وبالنسبة الي ان الفعل أو الحدث حين
يتطور يكون اشبه بعبور نهر واسع وضحل وانت تمشي على سلسلة من احجار ترتفع
بالتدريج, والضفة البعيدة هي النهاية التي بنيتها بصعوبة, ولكن اللحظة
الحالية هي الحجارة التي اقف عليها, والنهر الجارف يجري من حولي, ولكني ها
هنا اقف على حجرة واحدة في هذا المشهد في حين استعد لقفزة اخرى
حين تحاول عبور نهر لا تحاول ان ترجع الى الوراء . ولكن اليس هذا فرقا اساسيا بين الوهم والواقع؟
ففي
الحياة الحقيقية لا يسعنا الرجوع الى الوراء لتغيير الاشياء ولكن الوهم قد
يظهر اكثر صدقا من الواقع نفسه , لانه يبتكر لاجل ان يستعرض او يوضح
الحقيقة في ضوء المعرفة الكبيرة والفهم العميق
مافهمته من الكاتبة أنك تستطيع أن تتقدم أو تعود بالزمن ان كانت هناك ضرورة في الرواية, أو تتحرك في اتجاه آخر
المهم في الحبكة ألا تظل في مكانك أن تطور الحبكة وتشحنها بالاحداث والصراعات التى تجذب القارئ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] في كتابه (اركان الرواية) يقول اي . ايم . فورستر :
(لنعرف
الحبكة, فقد عرفنا القصة على انها سرد الاحداث وهي مرتبة بتسلسلها الزمني,
الحبكة ايضا سرد الاحداث, ولكن التأكيد ينصب على السببية
(الملك مات ومن ثم الملكة) هذه قصة
(الملك مات ومن ثم ماتت الملكة من الاسى) وهذه حبكة
التسلسل الزمني باق لكن حس السببية القى ظله عليه
او بطريقة أخرى : (الملكة ماتت, لا احد يعرف السبب, حتى عرف ان السبب كان من خلال حزنها على موت الملك)
هذه حبكة فيها غموض .. انها شكل قادر على التطور الكبير ...
مما يعني أن الحبكة تتطلب ذكاء وذاكرة ايضا
هذا يدفعني الى التفكير : هل كان الاسى فعلا هو الذي سبب موتها ؟ ربما
وربما انها كانت تحب الملك حبا جما بحيث انها لا تستطيع العيش دونه فماتت بقلب متحطم
هذا يتضمن ضعفا معينا في الشخصية, ولكن ربما كان السبب غير الاسى, ربما ماتت ندما لانها عاملت الملك بسوء
وربما الاشفاق الذاتي هو الذي قتلها, او قتلها الرعب بسبب مواجهتها المسؤليات الملكية لوحدها, او ربما اغتيلت
هذه هي الطريقة التي نفكر بها حين نحلل شخصيتنا تحليلا عميقا لاجل ان نطور السرد
والاجابة عن اسئلة مشابهة - بالعلاقة الى (ملكتك) بشكل خاص , وهي الملكة التي قد صنعتها - ستحدد الطريقة التي تتكشف فيها الحبكة
واذا
امتلكت فكرة عن واقعة درامية قد تقع في الرواية فيما بعد, وتشعر انك
تكتبها في اثناء ما تكون طرية وحديثة في خيالك, فهذا شيء مشجع ومع ذلك ,
ينبغي ان تضع في عين الاعتبار ان مفهومك الكامل عن تلك الواقعة قد يتغير
حين يأتي الوقت لتضمنها في الرواية
بمعنى أن تكون مرنا في الكتابة
لا تضع قوالب محددة جامدة سابقة التجهيز لمجرد أنها خطرت على بالك في وقت ما وأعجبتك وقتها
بل اكتبها وضع في عقلك أنها قابلة للتعديل والتغيير وربما الالغاء حسب ما تتطلبه أحداث الرواية وحبكتها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] من الخطأ الشائع
وصف الحدث بشكل استرجاعي او من خلال الحديث, او في ذاكرة شخص ما, في الوقت الذي ينبغي ان يكشف عنه كمشهد في السرد المباشر
خذ هذا المثال من التجربة الشخصية في الحياة الحقيقية :
ا - قرأت عن اصطدام سيارة في الصحف, هذا الحادث لا يعني عندك شيئا كثيرا
ب - شخص ما اخبرك بالاصطدام الذي راه . هذا يعنيك اكثر بقليل, بحسب مدى علاقتك بهذا الشخص الذي يحكي
ج - انك شهدت الاصطدام بالفعل . هذا افضل لك
د - انت نفسك ذو علاقة بالاصطدام
اذا استطعت ان تتوحد مع شخصياتك وتحشرها في الرواية على نحو مباشر, فأنك
ستنمي تلك الخاصية التي تجعل القاريء يشعر كما لو انه يعيش احداث روايتك,
وبهذا لا يستطيع ان يتخلى عن قراءتها
على القارئ أن يشعر بأن شخصيات الرواية تعنيه بشكل شخصي
والأروع أن يشعر بأنه هو نفسه واحد منها
وهذا ما يسمى التوحد مع الشخصية
الحبكات المبتكرة
ماهي ؟ وكيف نميزها ؟
كيف تدفع شخصياتك الى الفعل ؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] انك الان تقف على ارض خطرة, والسؤال المناسب بالتأكيد هو : (ماذا تفعل الان ؟)
ان الفعل ينبغي ان ينمو طبيعيا وحتميا من البناء الثابت لرسم الشخصيات ومن الدافع
فأنت ترى القصة غير مكشوفة رغم انك ابتكرتها, ويمكن اختيار الشخصيات
والحالات في الرواية من عجلة مكنة الحبكة ( مروض اسود يلتقي مضيفة في منجم
للملح في سيبيريا ) . وبين هذين الطرفين المتباعدين هناك تنوع لا ينتهي
ان مادة في صحيفة يومية قد تومض لك رواية جديدة , اذا كان الروائي مهتما اهتماما كبيرا بذلك الجانب من العلاقات الانسانية
مما يعني أن الحبكة والصراع يمكن أن يتولد منهما شخصيات
فهناك أفكار للروايات قد تنشأ من خبر أو حدث معين لفت انتباهك وبعدها تبني عليه الشخصيات
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ان الحبكة بالنسبة للكثير من المبتدئين مشكلة صعبة, ولكن لو بذلت عناية
خاصة بثيمتك وعرفت شخصياتك وكيف تنتقل من مشهد الى اخر, فستجد الفعل يكشف
لك اكثر مما كنت تتصور
أتمنى لكم الفائدة
ولنا لقاء قريب
السلام عليكم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]