تعالوا لنحكى حكاية حى العتبة بالصور
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ميدان العتبة الخضراء هو الحد الجنوبى الذى يفصل حى باب الشعرية عن حى الموسكى
والعتبة قبل ان تكون خضراء.. كانت زرقاء !! كيف كان
ذلك؟! تعالوا لنحكى حكاية حى العتبة .. سرة القاهرة ومركز النشاط التجارى
منذ اخذ الخديوى اسماعيل يخطط عاصمتة الجديدة بانشاء الاحياء الجديدة مثل
الاسماعيلية [التحرير الان] وجاردن سيتى والقلب التجارى بين شارع فؤاد من
الشمال الى الميدان الاسماعيلية فى الجنوب ومن شارع رمسيس الى الازبكية
شرقا..
كان ياما كان
فى ميدان العتبة .. كان يوجد بيت يقال له [الثلاثة ولية] وكانت هناك سراية
العتبة صاحبها الذى بناها الحاج محمد الدارة الشرايبى شاة بالازبكية وهو
صاحب جامع الشرايبى بالازبكية الذى يعرف باسم جامع البكرى ثم تملك هذة
الدار من بعدة الامير رضوان كتخدا الجلفى فجددها وبالغ فى زخرفتها بعد عام
1160 هجرية ثم اشتراها الامير محمد بك ابو الدهب الذى كان اليد اليمنى
للمملوك الكبير على بك الكبير الذى استقل بمصر عن السلطنة العثمانية ثم غدر
بة تلميذة وقائد جيوشة ابو الدهب هذا وهو صاحب المسجد الكبير المجاور
للجامع الازهر.
وتزوج
محمد بك ابو الدهب محظية رضوان كتخدا صاحب البيت او السرايا ذات العتبة
الخضراء .. ثم انتقلت ملكية سراية العتبة هذة الى الامير طاهر باشا الكبير
الذى كان ينافس على الكبيرعلى السلطة ثم تملك السرايا قريبة الامير طاهر
باشا الذى ولاة محمد على نظارة الجمارك واستمرت السراية او السرايا بيد
ورثتة الى ان اشتراها عباس باشا ثالث ولاة اسرة محمد على فهدمها
ووسعهاوبناها من جديد على ان تخصص لاقامة والدتة ارملة الامير طوسون
واستمرت كذلك الى زمن الخديوى اسماعيل وعندما قرر اسماعيل تخطيط منطقة
الازبكية وردم ما بقى من البركة راح جزء كبير من السراية بسبب هذا التنظيم
وان بقى منها القصر العظيم الذى اصبح محلة المحكمة المختلفة خلف دار
الاوبرا القديمة وبجوار صندوق الدين الذى هو الان مقر مديرية الصحة
بالقاهرة بجوار مبنى البوسطة العمومية.
واذا عدنا
الى بانى السراية الحقيقى بعد مالكها الاول الشرايبى نجد ان رضوان كتخدا
الجلفى انشا عدة قصور بالغ فى زخرفتها خصوصا هذة السرايةالتى انشاها على
بركة الازبكية وكان على بابها عمودان ملتفان وعرفت عند العامة باسم [ ثلاثة
ولية ] وعقد على مجالسها العالية قبابا عجيبة الصنع منقوشة بالذهب
واللازورد والزجاج الملون. لم لا وقد كان اميرا لمصر حتى مات فى مؤامرة من
مماليك ابن اخية ابراهيم كتخدا.
اما
طاهر باشا الكبير - كما يقول الجبرتى - فهو الامير الكبير طاهر باشا
الارنؤدى الذى كان محافظا للديار المصرية من قبل الدولة العثمانية ثم صار
والياعلى مصر نحو26 يوما وكانت لة دار فى الحبانية وقتلة الانكراشية بتحريص
من محمد على باشا عندما عجز طاهر عن دفع مطالب واجور الجند الانكراشية.
والت السراية الى الامير احمد
باشا طاهر ناظر ديوان الجمارك فاضاف اليها وجعلها مثل القلعة . وعندما تعب
ومرض واقترب انتهاء البناء سافرلا للاسكندرية لتبديل الهواء فمات هناك
وعادوا بة ليدفنوة فى مدفنة بجوار السيدة زينب بقناطر السباع وعين محمد على
باشا ابنة محل ابية.
اى ان السراية عندما بناها الحاج
قاسم ابن الحاج محمد دارة الشرايبى كانت عتبتها زرقاء وبعد ان اشتراها
الوالى عباس باشا الاول وهدمها واعد اقامتها جعل العتبة خضراء لانة لايحب
اللون الازرق . وتوفى قاسم الشرايبى عام 1734 ميلادية
اما
القصر فقد دخل جزء منة فى ميدان العتبة ولهذا اطلق اسم العتبة الخضراء على
الميدان واطلق اسم ميدان ازبك على جزء اخر من المنطقة . ثم اصبح جزء اخر من
المنطقة . ثم اصبح ماتبقى من السراية مقرا للمحكمة المختلطة قبل ان تنتقل
المحكمة الى المبنى الجديد [ دار القضاء العالى ]
وفى فترة تغير الميدان من العتبة
الخضراء الى ميدان محمد على باشا . ولما تزوج الملك فاروق من صافيناز ذو
الفقار وحملت اسم: الملكة فريدة اطلق سمها على ميدان العتبة الخضراء كما
اطلق اسمها على شارع عبد الخالق ثروت وامتدادة من ميدان الاوبرا الى العتبة
وبعد الطلاق اعيد لميدان العتبة الخضراء وشارع ثروت اسماها..
واختفى الان
اسم: الخضراء وبقى اسم العتبة مجردا ربما بسبب اختفاء الخضرة التى كانت
موجودة وتتوسط الميدان عندما كان سرة القاهرة وكانت تنطلق منة كل خطوط
الترام التى عرفتها العاصمة للمرة الاولى عام1896 ميلادية . ثم اصبح
الميدان منطقة انطلاق خطوط التروللى باص الذى انتهى عصرة ايضا فى
السبعينيات من القرن العشرين .
وظلت العتبة الخضراء هى القلب
التجارى للعاصمة واقيمت حولة وفية سلسلة من العمارات الضخمة جعلت الميدان
يبدو كمربع كبير وتحولت هذة العمارات الى رمز الميدان وكان فى احداها مقهى
متاتيا الذى كان ملتقى للثوار الذين مهدوا للثورة العرابية فكان يلتقى فية
صفوة شباب مصر حول الثائر جمال الدين الافغانى .وفى الميدان كان واضحا ان
السلطة تريد ان تؤكد مركزيتها فكان فية ومازال : المقر الرئيسى للبوسطة
العومومية ومقر المطافي وقسم شرطة الموسكى فضلا عن صندوق الدين والمحكمة
المختلفة وكان فية التياترو الخديوى [ المسرح القومى الان] ودار الاوبرا
وفية من الناحية الاخرى اول سوق مركزى للخضر واللحوم والفواكة والاسماك على
غرار الاسواق التى رأها الخديوى اسماعيل عندما كان يدرس فى باريس
وكان فى
الميدان وعلى حوافة وغير بعيد عنة المحال الكبرى التى قامت ايضا على غرار
المحال الكبرى فى باريس :[عمر افندى -اوروزدى باك وسليم وسمعان صيدناوى
والبيت المصرى وداود عدس]
واعتبر المهندس الفرنسى هوسمان الذى استدعاة
الخديوى اسماعيل لوضع معالم تخطيط القاهرة العصرية اعتبر العتبة وتابعتها
الازبكية نقطة الوسط التخطيطى فمن ميدان العتبة تم فتح شوارع محمد على وعبد
العزيز والازهر وفاروق [ الجيش الان ] وكلوت بك وغيرها
وانتقل النشاط التجارى من شارع الازهر وتابعة الحمزاوى والغورية والمعز والموسكى الى ميدان العتبة
وكان قرب العتبة من الجامع الازهر والمشهد
الحسينى وحى خان الخليلى من اهم عناصر اهمية هذا الميدان كما كان قربة من
باب الحديد عبر شارع كلوت بك من اهم اسباب نشاط التجارى