اختي الفاضله
ما رايك في هذا الموضوع
هل فيه ما يمنع ان انزله
في قسم الاسره
كلنا نعرف أن العلاقة الجنسية بكل صورها ممنوعة طوال فترة الصيام، ولكنها ليست ممنوعة ولا مكروهة بعد الإفطار وقبل تناول السحور-
وهناك
اعتقاد خاطئ عند بعض الناس أن الشهر الكريم شهر عبادة ونسك، وأن الجنس يجب
أن يُلغى خلاله وهو اعتقاد خاطئ مائة في المائة، ولا يستند إلى أي ركيزة
دينية أو صحية، قال سبحانه وتعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم
أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"،
وفي
الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: " النكاح سنتي، فمن أحب فطرتي
فليستن بسنتي"، وقال عمر رضي الله عنه:" لا يمنع من النكاح إلا عجز أو
فجور" وقال بعض العلماء: "إنه أفضل من التخلي لعبادة الله" ويكفي لبيان
فضله والحث عليه أنه سنة النبيين والمرسلين.
[i]متى تكون؟[/i]
إن
ممارسة الجنس في شهر رمضان بين الأزواج أمر طبيعي تماماً، وحتى الزواج
أثناء الشهر ليس من الأمور التي تسبب حرجاً أو تحريماً بحيث تتراكم حفلات
الزفاف في فترة العيد بالذات.. والدين يسمح بالممارسة الجنسية طوال الفترة
بين الغروب والفجر، ولكنه طبعاً يمنع أي اتصال بعد ذلك، وكتب الشريعة مليئة
بتفاصيل عن مدى العلاقة الزوجية بدءاً بالتلامس، والقبلة، والعناق، وما هو
مسموح به أثناء الصيام، وما هو مكروه، وما هو محرم.. أما ما يهمنا فهو كيف
تكون العلاقة؟ ومتى تكون في رمضان؟
[i]بعد الإفطار[/i]
المعروف
أن وجبة الإفطار تكون في الغالب الطعام الأساسي للصائم، وطوال نهار الصائم
تتوقف المعدة والأمعاء تقريباً عن العمل، كما يقل إفراز العصارة المرارية
وقد تتوقف تماماً.. وعند تناول طعام الإفطار تبدأ القناة الهضمية في العمل
بنشاط فيندفع الدم من أجزاء الجسم المختلفة إلى الجهاز الهضمي ليساعده في
نشاطه الزائد، فتكون النتيجة الشعور بالخمول والميل للنوم والاسترخاء نتيجة
نقص مؤقت في الدم الواصل للمخ والجهاز العصبي، وهي حالة نعرفها جميعاً
ونحس بها بعد الإفطار، ولكن الاسترخاء والإحساس بالدفء قد يحرك الغريزة
الجنسية عند الأزواج والزوجات ويدفع إلى محاولة الممارسة، غير أن الممارسة
تحتاج إلى مجهود عضلي وعصبي وهو ما يحتاج إلى زيادة الدم المندفع إلى
العضلات والأعصاب؛ لذلك فإن ممارسة الجنس بعد الإفطار مباشرة قد تؤدي إلى متاعب منها مثلاً:
1-
عسر الهضم، والإحساس بالتخمة نتيجة التعطل المؤقت للجهاز الهضمي طوال فترة
العلاقة الجنسية فيكثر التجشؤ (التكريعة) والحموضة والغازات.
2-
عدم نجاح العلاقة الجنسية نفسها نتيجة تعطل وصول الدم إلى الجهاز التناسلي
خصوصا عند الرجل، وبالتالي ضعف الانتصاب الذي يعتمد أساساً على اندفاع
الدم واستمراره داخله.
3-
الإحساس بالإجهاد السريع مع الحركة نتيجة ضعف الدورة الدموية في الجسم
لانصرافها إلى الجهاز الهضمي، وهو ما قد يؤدي إلى فشل العلاقة الجنسية،
ويسبب ارتباكاً وقلقاً لا داعي لهما.
[i]ثلاث ساعات[/i]
لكل
هذه الأسباب يفضل عدم ممارسة الجنس بعد الإفطار مباشرة ولمدة ساعتين إلى
ثلاث ساعات حتى نعطي الفرصة للجهاز الهضمي لأداء عمله بإتقان، وتكون
الممارسة عادية دون توتر ودون خوف من المضاعفات.. والممارسة الجنسية في
رمضان لا تمنع أداء العبادات والنوافل، فهناك متسع من الوقت لأداء صلاة
التراويح مثلاً بعد صلاة العشاء، ثم التوجه للمنزل للنوم والممارسة الجنسية
لمن أراد ذلك.
كما
أن الممارسة قبل الفجر لا تمنع من أداء الصلاة وما يسبقها من قراءة القرآن
وغيرها بشرط الاغتسال قبل ذلك، والذي يسمح للزوج أو الزوجة الجنب بالبدء
في الصوم على هذا الحال، ثم الاغتسال بعد ذلك، وإن كان هذا الوضع قد يمنع
صلاة الفجر أو يؤجلها، ولكنه لا يبطل الصوم، وإن كان الأفضل الاغتسال حتى
تنعم بصلاة الفجر.
وقد
يلاحظ البعض وخصوصا الشباب والمراهقين نشاطاً غير عادي للرغبة الجنسية
أثناء فترة الصيام نهاراً، وقد يندفع أحدهم إلى ممارسة العادة السرية،
والسبب في ذلك أن الجوع والعطش يدفعان المخ أحياناً إلى إفراز مواد مخدرة
مثل الأندورفين وبعض الأفيونات العصبية، وهذه المواد لها تأثير مخدر ومدغدغ
للحواس، وهو ما يحرك الرغبة الجنسية ويدفع صاحبها إلى الخطأ وإبطال
صيامه!! وهذه عملية فسيولوجية طبيعية يجب أن ينتبه لها الشباب.
ولتجنب
هذه الاحتمالات ننصح بتناول سحور مغذ في فترة متأخرة من الليل أي قبيل
الفجر بقدر الإمكان حتى لا يتعرض صاحبه للجوع والعطش طوال اليوم، وما يتبع
ذلك من نشاط جنسي غير مستحب، كما أن ممارسة بعض الرياضات أثناء النهار قد
تخفف كثيراً من تأثير أفيونات الجهاز العصبي وتصرف الذهن عن النشاط الجنسي.